توقيع
2009/08/16
توقيع
حلول أوهام
فاتح عبدالسلام
تعليق الآمال علي الانتخابات المقبلة لحل مشاكل العراق محاولة لتكريس وهم في اذهان الناس. و لن يصل الا الي مزيد من الضلال في امر العراق الضائع بين موقف امريكي يتبلور بالكاد الان حول مصيره وبين تخبط الفرقاء المحليين بحثا عن عناصر تثبيت ما هم عليه اليوم من مكاسب. فلم يعد الحصول علي مزيد امنية لاحدهم بعد انكشاف القامات السياسية التي ظهروا عليها وبها في خلال السنوات الست الماضية وسط تفتح في الوعي لدي العراقيين الذين لن يلدغوا من جحر مرتين.
مسؤولو الحكومة يقولون ان الانتخابات المقبلة ستنهي مشكلة الملفات العالقة التي تقف وراء كل هذه الازمات التي تعني هذه الدماء العراقية التي تراق كل يوم علي مذبح اوهام العملية السياسية غير القابلة للانقاذ الآن حتي لو ارادت الولايات المتحدة ذلك.
حتما ان خطاب الحكومة ليس متوجها الي النخب السياسية التي تعرف قوة المآزق التي لا حل لها بانتخابات او بسواها اليوم وهي جزء من تلك الازمة الكبيرة اصلا . لذلك يكون من الارجح ان هذا الخطاب يتوجه به مسؤولو الحكومة الي الناس، وهذا دليل علي انهم لا يزالون يصرون علي خداع الرأي العام. فما قاله رئيس الحكومة العراقية قبل يومين، في ان هناك جهات تعمل علي ايقاع مكونات العراق في العداء الطائفي والعنصري مرة اخري اثر التفجيرات المرعبة التي حصلت في بغداد والموصل، دليل علي انه يؤكد ان الجهات التي تقف وراء مصائب العراق في الفترة الاخيرة معروفة وهي لا تمت بصلة الي المعزوفة البالية حول ضلوع الارهاب بها. اذن الحكومة تتحدث عن جهات تعمل علي خراب البلاد وستشارك في الانتخابات بتمويل خارجي كما يقولون، من دون ان يكون هناك القدرة علي التصدي لاي شكل من اشكال تدمير البلاد. فما معني هذا؟ أهو عجز وضعف أم تلويح انتخابي علي سبيل التحالفات الجديدة ام هو ضلوع ضمني في كل ما يجري طوعا أو كرها؟
في كل الاحوال فإن ذلك دليل علي انحدار الامور في العراق نحو المجهول وان انهارا من الدماء ستتدفق مجددا. وان واشنطن عليها مسؤولية تاريخية واخلاقية وقانونية في ايقاف ذلك حتي لو استلزم الامر منها ان تستخدم القوة ضد اي طرف متماد في لعبة تسخير العراق ودمائه وقودا لهذا الجحيم.
فاتح عبدالسلام