باسم يوسف والأزمة
بين الإخوان
والأمريكان
الخميس، 4 أبريل 2013 - 10:02
أطرف تعليق على الحلقة الخاصة من برنامج الإعلامى الأمريكى الساخر جون ستيوارت «ذا ديلى شو» تعليقا على ملاحقة باسم يوسف قضائيا، أن «الرئيس مرسى أصبح مشهورا فى الولايات المتحدة الأمريكية» فى إشارة إلى شهرة برنامج ستيوارت ونسبة المشاهدة العالية داخل الولايات المتحدة، حيث يتم بثه عبر 26 قناة تليفزيونية، وانتقاده فى الحلقة ضيق صدر الرئاسة المصرية من برنامج ساخر.
القضية الآن تأخذ أبعادا أخرى من نطاق التضييق على الرأى وحرية التعبير إلى آفاق أزمة سياسية بين الرئاسة فى مصر والإدارة الأمريكية، بعد تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، ووزير الخارجية نفسه جون كيرى عن حالة القلق من الملاحقات والمضايقات التى يتعرض لها الإعلاميون فى مصر، وخاصة باسم يوسف، ورد الرئاسة وحزب الحرية والعدالة على تلك التصريحات، واعتبارها «تدخلا سافرا» فى شؤون مصر الداخلية، حسب ما جاء فى بيان الحزب.
الأزمة تتعدى رسالة جون ستيوارت إلى الرئيس، ودهشته من اعتبار سخرية باسم إساءة وإهانة له، واعتبار أن إسكات باسم وبرنامجه لا يؤهل الرئيس لأن يكون رئيسا لمصر، أحد أكبر الحضارات فى التاريخ، وتتخطاها إلى بوادر ومؤشرات غير مريحة فى العلاقات الأمريكية المصرية، بدأت تطفو على السطح.
فهل يعنى دخول الإدارة الأمريكية على خط أزمة باسم يوسف بداية تحول فى الموقف الأمريكى المؤيد والمساند للرئيس وللإخوان طوال الفترة الماضية منذ صعودهم للسلطة، وانتهاء شهور الود المتبادل، والصمت المريب من الإدارة الأمريكية على سياسات الإدارة المصرية؟ هل ملاحقة باسم فقط، هى ما استفز وأغضب وأقلق المسؤولين الأمريكان؟ أم أن التصريحات الأخيرة، هى مجرد بداية لما هو قادم من تغييرات فى العلاقة مع الرئيس وجماعته؟
التقارير الصحفية الأخيرة فى وسائل الإعلام الأمريكية، تكشف عن بدايات تحول فى الموقف الأمريكى تجاه الإخوان، وأن صبر الإدارة الأمريكية بدأ ينفد من سوء إدارة الرئيس والجماعة لشؤون البلاد فى ظل الأزمات والصدامات مع الإعلام والقضاء والمعارضة السياسية، وحالة الإحباط من إمكانية نجاح الإخوان من الخروج من هذه الأزمات، بما يهدد بانفجار الوضع الداخلى، وبالتالى تهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية فى مصر والمنطقة.