مقالات مختارة>>سيناريو المؤامرة الكيميائي!- تشرين

 

                   

28 نيسان , 2013

 

زيارة «الحجيج» إلى «كعبة» البيت الأبيض، اتضحت صورتها وأهدافها في صنع وتنفيذ السيناريو في مؤامرة الكيميائي، التي بدأت تعلو نغمات التصريح والتلويح بها في العزف واللون وشدة الصوت وخفضه، في حفلة تبادل الأدوار بين الشك والتأكيد والنفي والظنّ وأخواته، وبما يترافق مع تصريح بوغدانوف الآتي من بيروت بأن «محاولات الغرب المفضوحة للتوجّه إلى تأجيج الصراع في سورية، تتطابق مع السيناريو الذي كانوا قد استعملوه قبل الحرب على العراق بذريعة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل».

 

لقاءات «الحجيج» تلك العائدة بالأوامر الجديدة تحمل مفارقة هائلة ساخرة عبّر عنها المؤرخ الأمريكي ريبستر غريفين، عن ادعاءات الولايات المتحدة بأن غزوها العراق كان بهدف حرمان إرهابيي القاعدة من ملاذ آمن، ما ثبت فيما بعد أنه مجرد ذريعة سياسية وإعلامية لتنفيذ تلك الاعتداءات تحت غطاء أسلحة الدمار الشامل، مؤكداً «أن ما نراه اليوم هو أن أمريكا ملتزمة بجعل ما جرى في ليبيا في البداية يجري في سورية الآن عبر العصابات الإرهابية وفرق الموت التي وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية نفسها من قبل بأنها فروع من إرهاب القاعدة»، ما يدخل المرحلة القادمة في مؤامرة جديدة عنوانها «السلاح الكيميائي» الذي إن وجد في سورية، فهي لن تستخدمه.. فكيف إذا لم يكن موجوداً أصلاً؟

 

أمريكا تعرف، هي وجوقتها الغربية من بريطانيا وفرنسا.. إلخ، وأدواتها في سباق الماراثون القاطعة البحار إليها، أنها في حالة صنع مخاض سيناريو جديد بعد فشل كل ما صنعته وأعدته العقول البحثية من مخططات تآمر كوني على سورية.. ومما توقعته ورسمته مراكز البحث الأمريكي - الصهيوني التي وجدت أنه بعد مرور العامين على مجريات الأحداث في المنطقة، صموداً سورياً قلّ نظيره، وأن الرؤية للربع الثاني من عام 2013- حسب توقعات مركز إكسفورد آنا ليتيكا في تقريره الأخير- هي أن ما يميز الفترة القادمة هو الانقسامات السياسية والاقتصاديات الضعيفة، ولاسيما في الدول التي أمسك الإخوان المسلمون بزمام سدة الحكم فيها كتونس ومصر وليبيا، إضافة إلى ما تشهده دول الجوار السوري بسبب تداعيات الأزمة فيها أو بالأحرى الحرب عليها.

 

وإن يكن ما يلحظه التقرير من تفصيل لما يراه من مستقبل للدول العربية بعد أن بشّر بربع قرن جديد من الانتكاسات السياسية والمجتمعية والاقتصادية والإنسانية ضمن سيناريوهات متعددة، فقد اعترف بقدرة الجيش العربي السوري على صدّ هجمات المسلحين، إضافة للهجمات التي قد تكون منسقةً في وقت لاحق من العام، وشدد على أنه من المرتقب أن يستمر العنف في العراق مع تدهور الأمن فيه، وأكد في الوقت ذاته على تدفق الأموال الخليجية إلى الأردن ليحافظ على استمرار النظام الملكي البريطاني فيه «طبعاً مثلما يقوم الآن بالمحافظة على النظام الملكي المغربي والذي تجلى قبل أيام بمساعدة المغرب بوساطة خليجية - إماراتية - سعودية مع أوباما لإخراج ملف حقوق الإنسان فيه التي تُهدر بصفة قاسية من مهام البعثة الدولية في الصحراء الغربية».

 

الموضوع إذاً: بُعد مؤامراتي جديد في لعبة جديدة لسيناريو قادم، بدأت تلوح آفاقه التي طالما طالبت بها «إسرائيل» عندما تم حشد الرأي لكذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق عام 2003.

 

واليوم، ومع اتضاح الآلية التي تعاملت بها دول الغرب وسيدها الأمريكي والصهيوني مع العراق، ننظر إلى الآلية نفسها في العودة لسيناريو التدخّل في سورية، بتلك الذريعة الساخرة المضحكة التي لابد من أن يُسأل فيها «حجيج البيت الأبيض»: تُرى ما الأدوار والمهام الجديدة التي تسلّموها كدمى، تلك المهام التي يمسك بخيوطها اللاعب العالمي «الأمريكي - الإسرائيلي» المتكالب الأزلي على قلب العروبة النابض: سورية؟.

 

بقلم: رغداء مارديني

 

 

                             

زيارة «الحجيج» إلى «كعبة» البيت الأبيض، اتضحت صورتها وأهدافها في صنع وتنفيذ السيناريو في مؤامرة الكيميائي، التي بدأت تعلو نغمات التصريح والتلويح بها في العزف واللون وشدة الصوت وخفضه، في حفلة تبادل الأدوار بين الشك والتأكيد والنفي والظنّ وأخواته، وبما يترافق مع تصريح بوغدانوف الآتي من بيروت بأن «محاولات الغرب المفضوحة للتوجّه إلى تأجيج الصراع في سورية، تتطابق مع السيناريو الذي كانوا قد استعملوه قبل الحرب على العراق بذريعة امتلاكه أسلحة الدمار الشامل».

 

لقاءات «الحجيج» تلك العائدة بالأوامر الجديدة تحمل مفارقة هائلة ساخرة عبّر عنها المؤرخ الأمريكي ريبستر غريفين، عن ادعاءات الولايات المتحدة بأن غزوها العراق كان بهدف حرمان إرهابيي القاعدة من ملاذ آمن، ما ثبت فيما بعد أنه مجرد ذريعة سياسية وإعلامية لتنفيذ تلك الاعتداءات تحت غطاء أسلحة الدمار الشامل، مؤكداً «أن ما نراه اليوم هو أن أمريكا ملتزمة بجعل ما جرى في ليبيا في البداية يجري في سورية الآن عبر العصابات الإرهابية وفرق الموت التي وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية نفسها من قبل بأنها فروع من إرهاب القاعدة»، ما يدخل المرحلة القادمة في مؤامرة جديدة عنوانها «السلاح الكيميائي» الذي إن وجد في سورية، فهي لن تستخدمه.. فكيف إذا لم يكن موجوداً أصلاً؟

 

أمريكا تعرف، هي وجوقتها الغربية من بريطانيا وفرنسا.. إلخ، وأدواتها في سباق الماراثون القاطعة البحار إليها، أنها في حالة صنع مخاض سيناريو جديد بعد فشل كل ما صنعته وأعدته العقول البحثية من مخططات تآمر كوني على سورية.. ومما توقعته ورسمته مراكز البحث الأمريكي - الصهيوني التي وجدت أنه بعد مرور العامين على مجريات الأحداث في المنطقة، صموداً سورياً قلّ نظيره، وأن الرؤية للربع الثاني من عام 2013- حسب توقعات مركز إكسفورد آنا ليتيكا في تقريره الأخير- هي أن ما يميز الفترة القادمة هو الانقسامات السياسية والاقتصاديات الضعيفة، ولاسيما في الدول التي أمسك الإخوان المسلمون بزمام سدة الحكم فيها كتونس ومصر وليبيا، إضافة إلى ما تشهده دول الجوار السوري بسبب تداعيات الأزمة فيها أو بالأحرى الحرب عليها.

 

وإن يكن ما يلحظه التقرير من تفصيل لما يراه من مستقبل للدول العربية بعد أن بشّر بربع قرن جديد من الانتكاسات السياسية والمجتمعية والاقتصادية والإنسانية ضمن سيناريوهات متعددة، فقد اعترف بقدرة الجيش العربي السوري على صدّ هجمات المسلحين، إضافة للهجمات التي قد تكون منسقةً في وقت لاحق من العام، وشدد على أنه من المرتقب أن يستمر العنف في العراق مع تدهور الأمن فيه، وأكد في الوقت ذاته على تدفق الأموال الخليجية إلى الأردن ليحافظ على استمرار النظام الملكي البريطاني فيه «طبعاً مثلما يقوم الآن بالمحافظة على النظام الملكي المغربي والذي تجلى قبل أيام بمساعدة المغرب بوساطة خليجية - إماراتية - سعودية مع أوباما لإخراج ملف حقوق الإنسان فيه التي تُهدر بصفة قاسية من مهام البعثة الدولية في الصحراء الغربية».

 

الموضوع إذاً: بُعد مؤامراتي جديد في لعبة جديدة لسيناريو قادم، بدأت تلوح آفاقه التي طالما طالبت بها «إسرائيل» عندما تم حشد الرأي لكذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق عام 2003.

 

واليوم، ومع اتضاح الآلية التي تعاملت بها دول الغرب وسيدها الأمريكي والصهيوني مع العراق، ننظر إلى الآلية نفسها في العودة لسيناريو التدخّل في سورية، بتلك الذريعة الساخرة المضحكة التي لابد من أن يُسأل فيها «حجيج البيت الأبيض»: تُرى ما الأدوار والمهام الجديدة التي تسلّموها كدمى، تلك المهام التي يمسك بخيوطها اللاعب العالمي «الأمريكي - الإسرائيلي» المتكالب الأزلي على قلب العروبة النابض: سورية؟.

 

بقلم: رغداء مارديني