المختبر الأمريكي الفعّال للفئران العراقية المدجنة ! ..

 

(صوت العراق) - 16-07-2010

 ارسل هذا الموضوع لصديق

 

بقلم: مهدي قاسم

 

المختبر الأمريكي الفعّال للفئران العراقية المدجنة !.. ـــ مهدي قاسم

 

تمشيا مع المثل القائل " مصيبة قوم عند قوم فوائد " ، فأن المصائب العراقية اليومية والمتكررة عنفا وسفك دماء وخرابا منظما واستهتارا متواصلا من قبل ساسة عراقيين متسلطين " ديمقراطيا ؟ " على مصير الشعب العراقي ، فمن المؤكد أن المعاهد الأمريكية الكبرى للدراسات الإستراتجية ستنهل من هذه المصائب والكوارث والفظائع الرهيبة كمعلومات قيمة لا تقدر بثمن ، بهدف الاستفادة منها سياسيا ، وربما تطبيقها بأشكال وصيغ أخرى على شعوب و أقوام أخرى على مدى مستقبل قريب أو بعيد ، وذلك عندما تتطلب المصالح الإستراتجية الأمريكية سواء منها الأمنية أو الاقتصادية أو السياسية ، إذ مما لا شك فيه أن العراق وشعبه المعاني أفظع المعاناة اليومية وأقساها على الإطلاق ، قد تحولا إلى معامل مختبر نشطة وفعّالة : فالأحداث والأمور والأشياء العجيبة و الغريبة والتي هي أصلا ما فوق الخيال ، و التي تحدث في العراق يوميا من أعمال قتل وتخريب وتدمير منظم ، وتفاقم أزمة الخدمات العامة وندرتها المتضائلة يوما بعد يوم لحد الاختناق ، واستهتار الساسة المتنفذين (من عصابات المافيا السياسية ) بأسط القيم والالتزامات و المبادئ والمسئوليات الوظيفية والوطنية والإنسانية وتفرجهم السلبي واللاأبالي ، على معاناة المواطنين وترك رقعة الخراب والدمار تتسع وتتسع لحد الانفلات المريع الراهن لتصبح بحجم العراق ذاته ، نقول كلها ستكون مادة دسمة للدراسات الإستراتيجية في معاهد كيسنجر وبرجينسكي لكسب خبرات سياسية جديدة وغير معهودة من فظائع العراق وغرابتها السريالية السوداء المتواصلة منذ سبع سنوات وحتى الآن ..

ولأن العراق قد تحول إلى معامل مختبر أمريكية فريدة من نوعها ، و شعبه إلى أشبه بفئران متصارعة من أجل البقاء أو النجاة أو الانقراض البطيء ، فهي تتزاحم متهيجة ومضطربة ، كأنما فوق سفينة جانحة وموشكة على الغرق ، في الوقت الذي لا يلوح في الأفق أي أمل للانفراج على المدى القريب أو البعيد بسبب هيمنة زعماء عصابات إجرامية من أشباه ساسة وسقط المتاع ، فأن الإدارة الأمريكية هي الأخرى تتفرج على معاناة العراقيين وهي غير مستعجلة إطلاقا ، للتدخل ووضع حد لاستهتار زعماء عصابات المافيا السياسية وتخريبهم المنظم للعراق ماديا ومعنويا وروحيا وحضاريا وبشريا على حد سواء ..

إذ لا زال يوجد متسع من الوقت بالنسبة لهم ..

فغالبية العراقيين ـــ وعلى الرغم من تململ بعضهم و تذمرهم سخطا واحتجاجا ـــ ما زالوا يتحملون بصبر أيوبي عجيب كل هذه المعاناة الرهيبة مثل فئران مدجنة في معامل خاصة أُسست لهذه الغاية !..

إذن فلا ضرورة للتدخل السريع لوضع حد لاستهتار هذه العصابات الإجرامية المسيسة والمهيمنة والعابثة فسادا و دمارا بشكل لا نجد مثيلا له في العالم أجمع !.

حقا : كأنما العراق قد بات معامل مختبر فعالة و كأنما شعبه قد تحول إلى فئران مدجنة لتجارب ومحقونة بجرعات قوية من مضادات دينية و طائفية تغييبية للوعي السليم ــ على جهل وتخلف ، بغية التعود على حياة الكهوف البدائية والعيش حسب شروطها المفروضة..