عندما
يكون الحذاء
وسيلة تعبير
صحفي
15-12-2008
بقلم:
مالوم ابو
رغيف
لا احد بالطبع
يعتقد ان
الدافع وراء
العمل الطائش
الذي قام به
مراسل فضائية الغدادية
منتظر الزيدي
هو دافع وطني،
فالصحفي لا
يعبر عن
وطنيته وحبه لبلده برمي
الاحذية ولا
بالبصاق
والشتائم والقبيح
من الالفاظ،
هذه موروثات بعثية
رأيناها
وعايشناها في
عهد الفساد
العام
وانتهاك حقوق
الانسان
الكامل والشامل
في عهد البعث
الصدامي.
لم
يخل مؤتمر
حضره مسؤول
بعثي من
الافاظ القبيحة
والتصرفات اللامسؤولة،
لقد اصبحت هذه
التصرفات غير
السوية صفات
ملازمة
للسلوك البعثي تميزه عن
سواه وتعطيه
شهادة سوء
السلوك ورداءة
السيرة، وهل
من احد ينسى الهارب عزة
الدوري وقلة
ادبه اينما
حضر في مؤتمرات
قمم العربان؟
الصحفي
سلاحه الكلمة
وقوة وجراة
ودقة السؤال
وليس الحذاء
والشتائم، لكنها
مدرسة وتربية
البعث اللتان
تجذرتا ليس في
نفوس صغار الصحفيين
فقط بل حتى
في نفوس كبار
السياسيين
ولا ينسى احد
رئيس
البرلمان
العراقي
وتهدياته باستخدام
القندرة في
التعامل.
هو
ليس عمل بطولي
خارق ولا جراة
لا يقدم عليها
الا الشجعان
ولا هو تحدي يندر من
يجترحه، بل
عمل يضر
بالصحافة
وبالصحفيين
قبل غيرهم
ويعطي العذر للسلطات،
مهما كانت
ديمقراطيتها
في اتخاذ اقسى
التدابير ليس
لمنع ما تكرر من جلافة
التصرف وحمقه
بل لمنع ما هو
اخطر.
فماذا
لو ان اسلاميا
من انصار
القاعدة او
معتوها من
عشاق حور
العين استطاع التسلل
بصفة صحفي عبر
احد
الفضائيات
العربانية او
العراقية
التي حولت الوطنية
الى سوق
للمزايدات ،
وكان معه
سلاحا ابيض او
اسود او اصفر،
هل من احد
يستطيع ان
يضمن
العواقب؟
ان
اكثر ما يلفت
الانتباه هو
بث فضائية
البغدادية
بعد الحادثة
والبيان التي
اصدرته بعد
اعتقال
مراسلها
منتظر الزيدي،
فقد قامت هذه
الفضائية باذاعة
الاغاني
والاناشيد
الوطنية
والموسيقى
الحماسية
وكان معركة
مصيرية قد
نشبت وكان
المعركة قد
حسمت وان كف
المعادلة قد
تغير ونهضنا
من القاع الى
القمة، بينما
الامر لا
يتعدى ان صحفي
بائس قذف
فردتا حذاءه
على الرئيس بوش الذي
فسر ذلك بان
المراسل يريد
ان يجلب الانتباه.
ان ذلك يذكرنا بانتصارات
العربان
وبطولات صدام
وامجاد امة
العربان.
اما
البيان الذي
اصدره مجلس
ادراة قناة
البغدادية
فهو بيان غريب
ايضا، فهو اذ لم يشر
الى الحادثة
لا من قريب
ولا من بعيد ولم
يوضح لماذا
هذا الصخب من
الاناشيد
والاغاني
(الوطنية ) الا
انه يطالب
السلطات
العراقية
بالافراج عن منتظر
الزيدي لأن
العهد الجديد
قد وعد بالديمقراطية
وحرية
التعبير. وان تحدثت قناة
البغدادية في
بيانها عن
المقابر الجماعية
والاعتقالات العشوائية
ومصادرة حرية
التعبير الا
انها وقفت دون
تسمية
المرحلة
بالبعثية او
الصدامية
واكتفت
باشارة باهتة
يفهم منها
محاولة عدم
اغضاب العربان
ولا البعثيين
و الصداميين
بتحديد مرحلة
المقبور صدام
فقالت العهد
الدكتاتوري.
هل
لنا ان نسأل
من الفضائية
البغدادية عن
علاقة حرية
التعبير بقذف
الاحذية.؟
الا
يحاول
المثقفون
والصحفيون
والادباء والفنانون
ان يستخدموا
عقولهم
وافكارهم
ولغتهم
والسنتهم
بدلا من
استخدام
الايدي والاحذية.؟
هل
اصبح الحذاء
كلمة .؟ ام يا
ترى ان صحفيي
البغدادية
يعبرون عن
افكارهم باحذيتهم
مثل ما عبرت
المقاومة
الشريفة جدا عن
فهمها
للديمقراطية
بقطع رؤوس
العراقيين ؟