هيلين توماس.. إذ تنطق بالحقيقة
Monday, 28 Jun 2010
ابراهيم غوشة
في الوقت الذي تتراجع فيه أغلبية الأنظمة العربية عن مسؤوليتها تجاه القضية الفلسطينية مع أنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن نكبة 1948وكارثة 1967 وتتمسك بالمبادرة العربية سيئة الذكر منذ عام 2002، وتدعو للتفريط بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وبالاعتراف بالكيان الصهيوني لـ 22دولة عربية و57 دولة إسلامية وتتآمر على حصار مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة ، وتتخلّى عن القدس الشرقية والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة بعد أن تخلت عن القدس الغربية ، وفي الوقت الذي يعلن فيه عباس وهو مكان ثقة هذه الأنظمة "لاولن أتجاهل حق الشعب اليهودي في العيش على آرض اسرائيل !" وذلك أمام 30 من قادة الجالية اليهودية والإيباك في الولايات المتحدة الأمريكية !مما يذكرنا تماما بوعد بلفور قبل قرن من الزمان !
وفي الوقت أيضا الذي يٌطالب فيه البعض بدولة فلسطينية على حدود ال1967مع أن الضفة الغربية والقدس الشرقية قد قامت فيها دولة المستوطنين "550ألف مستوطن" ويعتبر البعض بأن الوطن هو شطرا الضفة والقطاع فقط بعد أن تخلت حركة فتح عن 78%من ارض فلسطين باعترافها بقرار 242 في مؤتمر الجزائر عام 1988
بالرغم من كلّ ما تقدم فقد فاجأت العالم الصحفية الأمريكية هيلين توماس ذات التسعين عاماً ومندوبة وكالة يونايتد برس انترناشيونال في البيت الابيض وصاحبة السؤال الأول في الصف الأول لعشرة من رؤساء الولايات المتحدة ابتداءً من كنيدي وحتى أوباما عندما قالت لأحد الحاخامات اليهود وبعد مجزرة أسطول الحرية مباشرة " قل لهم أن يخرجوا من فلسطين" وعندما سُئلت "هل لديك تعليق أفضل عن "اسرائيل"" أجابت "تذكّر ان هؤلاء الناس محتلون وهذه ليست آلمانيا ولا بولندا"
ورداً عن سؤال حول المكان الذي يجب على الاسرائيليين أن يذهبو ا إليه قالت توماس "يجب أن يعودوا إلى ديارهم ، موضحةً فليعودوا الى بولندا وأمريكا وألمانيا وإلى أي مكان آخر"
لقد وضعت توماس يدها على أصل وجذور القضية الفلسطينية ونطقت بالحقيقة ! ومن قبلها نطق بالحقيقة الشعب الفلسطيني عندما تصدى لوعد بلفور عام 1917، وعندما قام بثورة البراق عام 1929، وبثورة القسام عام 1935، وباضراب وثورة 1936، وبالجهاد على يد عبدالقادر الحسيني وغيره عام 1948، وبالرصاصة الاولى على يد فتح عام 1965 لتحرير اراضي الـ 1948، وبانتفاضة 1987 التي فجرتها حماس وغيرها واكدت في ميثاقها بأن فلسطين هي ارض وقف اسلامي واعلنت مقاومة مستمرة حتى الآن، وكذلك انتفاضة الاقصى عام 2000 وغيرها من عمليات الجهاد والمقاومة والصمود والتمسك بفلسطين كل فلسطين والقدس كل القدس تماماً كما تمسكت المقاومة الجزائرية بالجزائر كل الجزائر وعاد المستعمرون الفرنسيون بعد 132 سنة الى بلادهم
المصدر: م. ف. إ. عن المجد الأردنية