سبابة حبر
سورية: المرحلة الأخطر
مشعل الفوازي
ستة عشر شهرا نازفا لم تستطع خلالها هيئة الأمم المتحدة أن تقدم للشعب السوري ما يوقف دوامة قتله اليومي سواء ضمن الفصل السابع من مواثيق الأمم المتحدة أو خارجه كل ذلك بسبب تعقيدات القضية وخطورتها في منطقة ملتهبة تتضارب فيها مصالح القوى الدولية وتصطدم.
الآن بعد أن أصبح سقوط الأسد أمرا حتميا ستأخذ القضية منحنى أكثر خطورة فرحيله هو مطلب الشعب السوري لكنه ليس غاية مطالبه ونهايتها. فالشعب الذي ثار طلبا للحرية والكرامة والحياة السعيدة لن يتحقق له ذلك إذا ما استمر المجتمع الدولي في سلبيته في التعاطي مع القضية حتى بعد سقوط الأسد لأن سورية والمنطقة كلها مقبلة على مرحلة في غاية الخطورة تتمثل في تمدد التنظيمات الإرهابية واستغلالها للوضع المتأزم هناك.
ارتفاع أعلام القاعدة في عدد من الميادين المحررة، وظهور تنظيمات على شاكلة ( مجلس شورى المجاهدين ) وظهور مصطلح ( إمارة الشام ) وما أعلنه مصدر أمني أردني لإحدى الصحف السعودية مؤخرا بأن السلطات الأردنية رصدت دخول ما يقارب ستة آلاف عنصر من تنظيم القاعدة للأراضي السورية كل هذه المعطيات تعتبر ناقوس خطر حقيقيا يدق في كل المنطقة .
لم يكن للقاعدة دور في تشكل الثورة ولا في مساراتها في مراحلها الأولى، أو حتى قبل النهائية لكنها دخلت على الخط في النهاية لتحاول أن تحصد نتائج التضحيات التي قدمها الشعب السوري ضمانا لنجاح ثورته وتحقيقا لمطالبه العادلة، وهي من أجل تحقيق مخططاتها تتصرف بطريقة ميكافيلية كما هي عادتها، ويكون من أولى مهامها إزاحة الجيش الحر عن المشهد نهائيا بعد تكفيره وتخوينه. وهي مرحلة دموية إن عرفت بدايتها فمن المستحيل معرفة مداها الزمني والجغرافي.