مارثون بوسطن وانفجارات
العراق ..إشكالية في القيادة
علي الكاتب الأربعاء، 17 نيسان، 2013
في الأمس عندما كنت أطارد الإحداث عبرات شاشات التلفاز, بعد أن أصبت بداء الرصد والمتابعة للأخبار السياسية, ومنفلتاتها التي اعتدنا على التشضي في مفرداتها وتداعيات ما يتوالد من منعطفات واستراتيجيات جراء ما يقع منها أو ما يتدلى من سقف واقعها ,توقفت في جولتي التقلبية والمتقلبة على إحدى القنوات العربية وهي تبث حادث انفجار وقع في مارثون ولاية بوسطن الأمريكية بعد أن كان الشعب الأمريكي يعد العدة للإجهاز والتجهيز للمشاركة في ذلك السباق الذي يقام سنويا غير ان مراسيم الجري في بوسطن اختلفت هذه المرة فقد بات الأمريكيون يهرلون بما أتوا من قوة ليس للوصل إلى خط الفوز بل من أجل عبور خط النجاة والظفر بعد أن انقلب المارثون الى كانون نار ,متسابقون وشرطة وسيارات إسعاف تتسابق في ذلك المارثون للخروج من ميدان بوسطن بأقل خسائر وإنقاذ ما يمكن إن ينقذ خوفا ان يكون هنالك حلقات انفجارية أخرى أو قد تكون مقدمة لعمل تفجيري أكبر خصوصا و إن كوابيس برجي التجارة العالمية ما تزال جاثمة في العقل الأمريكي .
لا أريد الخوض في تفاصيل ما بعد شظايا المارثون والكيفية التي تم التخطيط لها وما هو المقصود منها فجميع القراءات السياسية مطروحة على مبضع التحليل ,هل أنها فعل مخطط وتخطيط مسبق من قبل أعداء النظام الأمريكي وهم كثر والحمد لله على الرغم أن معظمهم لايستطيعون أن يحركوا ساكن أو يسكتوا متحرك ,هل فعلها الصبي الكوري الشمالي كرسالة عسى أن يقرأها الكونغرس الأمريكي بتمعن ,أو أنها تعبير لبعض القوى والكيانات الدولية المتضررة جراء سياسات الولايات المتحدة وتأثيرها في خارطة استقرار ألأمم والشعوب ,أم أنها أمر دبر في ليل في خفايا البيت الأبيض من أجل استخدامه ذريعة للوصول إلى بعض الأهداف التي تحقق أجندات ومخططات النسر الأمريكي, وإحداث سبتمبر وحطام البرج من الممكن ان تعيد ذلك السيناريوا الى المشهد العالمي من جديد,وبعيدا عن الغوص في قعر الداخل ومجهر الرؤية لكن ما لفت انتباهي هو كيف كان هناك نفير عام في الاوساط الامريكية وعلى المستوى الحكومي ومتابعة افرازات ذلك الحادث لحظة بلحظة ,والتصريحات المتوالية التي رافقت ذلك من قبل المسؤولين للتوضيح والوقوف على سطح الامساك بألارض من أجل تفريغ ما حدث من مخاوف وتوجسات داخل الشعب الأمريكي من جهة ,ومن أجل إجلاء الغبار عن منظار الرصد من جهة أخرى ,فهم لم يتهموا أحدا ولم يظهروا على منابر المنصات متقولين أنهم امسكوا بالجناة وعرف من كان وراءهم ,أي أنهم لم يخدعوا شعبهم ولم يفتقدوا الى مهنية العمل ألاستخباراتي , وكل ذلك مقدمات لما أريد أن أشير إليه وارجوا ان يلتفت له من يعنيه الأمر في بغداد ,هو خروج أوباما أمام الشعب الأمريكي ليشرح لهم حقيقة ما جرى مبينا إن تلك الإحداث لن تستغرق وقت طويلا في البحث عن فك خطوط العملية التي ضربت بوسطن على الرغم من أن عدد القتلى لم يتجاوز أثنان ومع احترامي للنفس البشرية فهي مقدسة أينما وجدت وأينما حلت ولكن من واقع المقارنة وما يصاب به شعبي من قاصفات انفجارية ل اتعرف من تأتي والى أين ستنتهي حاصدة بين الفينة والأخرى أكوام بشرية .
انفجارات العراق بالأمس والتي ضربت اغلب تخوم الأرض في بلدي دون ان يدلي من وضع الشعب العراقي في مثرامة الموت المتقطع الجماعي بخطاب يوضح حقيقة ماجرى وما يجري ..وأخيرا من كان يخشى ان تنقلب الدنيا أذا ما أفصح عما في معيته من أسماء وملفات متورطة فقد انقلبت الدنيا في الشارع العراقي قبل إن تقوم القيامة في البرلمان العراقي .