رسالة
الى سيادة
الرئيس
اوباما
احمد السماوي الاثنين، 11 حزيران، 2012 الساعة
تقبل مني تحية وعتاب وسؤال .. فماذا ستكتب يا سيادة الرئيس في مذكراتك الشخصية عن تجربتكم معنا في العراق فقد كتب رؤساء الولايات المتحدة من قبلك مذكراتهم ، وماذا ستؤرخ عن هذه الحقبة وعن قيادتك للحكومة الاميركية وسياستها المتبعة في بلادنا المنكوبة قبل الاحتلال وبعد الاحتلال .
سيادة الرئيس ربما ستكتب أننا اسسنا لحكومة الشعب وللتجربة الديمقراطية الاوضح في الشرق الاوسط وربما ستقول أننا استبدلنا حكومة العسكر وقمع الحريات الذي حكمت بالحديد والنار بحكومة منتخبة تعمل وفقا للقوانين المدنية التي تحفظ حقوق الانسان ولا تكبت حرياته .
ولكن يا سيادة الرئيس ماذا بعد ..
سقط صدام حسين وجرت الانتخابات وتم حل الجيش وتشكلت الحكومة التي يفترض انها تعمل وفقا للدستور والقوانين المدنية .. ومضت تسع سنوات .. لم يذق العراقيون طعم الرفاه الذي بشرتم به ولم يروا اثرا للوعود التي سمعوها من الاميركان أبان الحرب على صدام والتي ما زلنا نتذكرها من تحويل العراق الى نموذج للدولة المتحررة الصاعدة والشعب المترف .
إن الشعب العراقي قد اصابه الياس والاحباط لانه يرى المجازر تلو المجازر والاستخفاف بالدماء البريئة على يد الميليشيات والعصابات المسلحة ، وكذلك فان الشعب العراقي يفتقد ابسط الخدمات الضرورية من الماء الصالح للشرب والكهرباء في هذا الصيف اللاهب ، وكذلك يرى السرقات والفساد الاداري والرشوة وتضييع قوت المواطن الفقير وبنفس الوقت يرى المتنفذين وهم يبنون بيوتهم الفارهة وينمون اموالهم الخيالية على حساب جوعه وفقره وقلبه يتقطع حسرة وألما .
سيادة الرئيس هل تعجز الحكومة الاميركية ان تتدخل ولماذا لم تقدم شيئا وقد بقيت في العراق سنين طويلة من الخدمات كالكهرباء والماء فماذا لو انقطع تيار الكهرباء في احدى المدن الاميركية ليوم او يومين فكم ستتدنى شعبيتكم سيادة الرئيس ، وهل انتم عاجزون عن ردع الميليشيات والعصابات المسلحة اذا هاجمت الاهالي في احدى ولاياتكم واصبح الشارع تحت سطوتها ، فهل ستخلد للراحة في بيتك وتترك الناس يندبون حظهم العاثر فلماذا تركتمونا للميليشيات مع علمكم بمجريات الامور وانتم من فتح الباب للوضع الجديد المرتبك في العراق حتى اليوم ..
سيادة الرئيس هل تعلم ان الميزانيات الضخمة في العراق ذهبت الى جيوب الفاسدين وانتم تتفرجون وان هذه الميزانية التي تعادل ربع ميزانية الولايات المتحدة وهي دولة تعادل العراق عشرين مرة لم يصلنا منها الا الغبار المتطاير فاين الديمقراطية ووعودها الجميلة ، وأما نسبة الفقر في العراق فقد تعدت حدود المعقول وإن الجياع يملأون التقاطعات ومفترقات الطرق وفي كل الزوايا وانت تستطيع ان تعرف بسهولة نسبة الفقر والبطالة في العراق ، فانتم على معرفة بنسبة البطالة ونسبة غير المتعلمين من الاطفال ونسبة الجرائم المدنية في بلدكم واحصائياتكم كثيرة لعلكم من اكثر بلاد العالم إهتماما بها فلو انك اطلعت على الوضع العراقي المزري بالارقام وانت تعرف الوضع العراقي اكثر من غيرك .
سيادة الرئيس اود ان تقرأ رسالتي بتمعن لانها امانة عندك فليس الانتخابات هي الغاية وانما هي وسيلة لرفاهية الشعوب فان لم تجلب لهم المنافع فسيتحولون عنها لما ينفعهم ويجلب حقوقهم التي يرونها مسلوبة وسأضع هذه الرسالة في صفحتك الشخصية على الفيس بوك وانا واثق انك ستجيب عنها ، وساترجمها بالترجمة المتوفرة على الكوكل وانا اعلم انها كثيرة الاخطاء لاني ليس ضليعا باللغة الانكليزية ولعلك تطلب من المترجمين المتضلعين بالترجمة من العربية ان يرجعوا الى اصل الرسالة لتقراها حرفيا وتعرف بعض الهموم التي يعانيها المواطن العراقي .
المواطن العراقي / احمد السماوي
---------