عطا والدباغ والخارجية والداخلية سكتوا عن الامريكان
راقية اسماعيل
الاثنين، 23 كانون الثاني، 2012 الساعة 13:02
سواءً اعتقلوا امريكان ام لا ؟ فهذا الامر لم يعني شيئاً اطلاقاً للحكومة العراقية التي تغافلت تماماً عن هذا الموضوع الهام ، امريكان اربعة بينهم نساء مددجين باسلحة غير مرخصة ويستقلون سيارة (الاغتيالات) بي ام دبليو عليها اثار صدمات لاتوحي بانها تابعة الى سفارة اقوى دولة في العالم تؤكد التقارير بانها عناصر cia تروم الى تنفيذ مخطط ارهابي .
وبالرغم من انهم كانوا في قبضة الحكومة بعد ان تم اعتقالهم من قبل حماية محافظ بغداد الا اننا تفاجئنا كثيراً بعدم ظهور الناطق الرسمي باسم الحكومة علي الدباغ (وكعادته ) على شاشات الفضائية ليتحدث عن اعتقالهم وموقف الحكومة من هذا الموقف المخالف والصريح، وكذلك الحال ينطبق للواء قاسم عطا عفوا الفريق الذي يبدو انه انشغل كثيرا باعترافات الهاشمي لدرجة انه ظل متخفياً خلف الكواليس وملتزم موقف الصمت ازاء قضية خطرة ، اما مكتب القائد العام للقوات المسلحة فلم يعلقوا عن الموضوع ولا حتى المتحدث باسم الداخلية ولم تشهد قاعة الصحفيين في مجلس النواب أي تصريح لاعضاء مجلس النواب خاصة لجنة الامن والدفاع النيابية .اما وزارة الخارجية فانها كانت خارج نطاق التغطية وهي الجهة المعنية بالتنسيق مع السفارات والملف الدبلوماسي .
واذا ما ابتعدنا عن الموقف الرسمي وتحدثنا عن موقف الحزب الحاكم "الدعوة"، ولكون ان محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق احد ابرز القيادات فيها ، فان موقفها في وضع يرثى لها ، فطابعاتهم جفت ولم يثلجوا صدورنا في بيان يستنكروا او يدينوا او حتى يطالبوا السفارة الامريكية باعطاء تسويغ واضح عن تواجد مسلحين قرب منزل المحافظ .
والقضية تتعدى ايضاً مسالة التخطيط لاغتيال المحافظ ، لتصل الى ان الامريكان المعتقلين من اصحاب السوابق متورطين بعمليات قذرة واصطادوا بكواتمهم شرطة المرور في التقاطعات والمواطنين الابرياء بهدف زعزعة الامن ..لكن الحكومة ضيعت اعظم فرصة ولم تستفد من موضوع احتجازهم بالكشف عن مخططات ارهابية ومجموعات تورطت واوغلت بدماء العراقيين .
وحسب فهمي للموضوع فان عبد الرزاق كان شجاعاً وجريئا بموقفه ، فواجه وحده قوى الشر والظلام وفضحهم بالعلن بعد ان تستر عليهم الاخرون ..لاسباب كثيرا اهمها ان الامريكان لهم فضل كبير على كثير من القيادات الامنية بتسنمهم للمناصب وقفز الترقيات (بسرعة البرق) من النجمة الى السيفين والخط الاحمر معظم عناصر القيادات الامنية وخوف الحكومة من الاصطدام بالـ(u.s) ومخابراتها وهي التي احتفلت بتسلم السيادة مؤخراً . ونتساءل ماذا لو كان المسلحون المعتقلون أتراك أو إيرانيين؟ ألا ترتفع عقيرة كل ناطق باسم حزب أو كتلة، ألا تبدأ الاتهامات بالتدخل بالشؤون الداخلية والميليشيات وأنهم وراء الكثير من الأعمال الإرهابية؟
بالرغم من ان المواقف المخزية التي سجلت ، الا ان المحافظ في نهاية المطاف خرج منتصراً فجيفري اعتذر له ، في حين يتهافت السياسيون على تقبيل يده ليرضى عنهم، وكل يوم وخاصة أثناء الأزمات تجد طابور الزوار من سياسيين ونواب ووزراء ومستشارين وشيوخ عشائر ورجال أعمال وضباط كبار يتقاطرون على أبواب السفارة لتقديم الولاء وفروض الطاعة واستلام التعليمات.
واجبر محافظ بغداد عناصر السفارة الأمريكية على احترام اهالي العاصمة وقوانينهم باصدارها تعليمات انضباطية وصارمة في التعامل مع رعاياها المخالفين والخضوع لتعليمات العراقيين ، ونشرت لافتات بشوارع بغداد تفتخر بشجاعة رئيس حكومتها ، وأعلن السيد مقتدى الصدر تأييده لهذا الموقف الشجاع وطالب السياسيين بأن يحذو حذو المحافظ في الوطنية والشجاعة.. كما طالب بإحالتهم إلى المحاكمة، وهذا مطلب جماهيري نؤيده ، ونطلب إجراء تحقيق وتحديد الشخص الذي أمر بإطلاق سراحهم.
فصدحت حناجر المواطنين البسطاء والفقراء وشعروا بأن كرامتهم قد عادت إليهم فعلاً وليس من خلال المراسم الاحتفالية والموسيقى ورفع الأعلام وحضور أصحاب النجوم والنياشين وغيرهم.
gulkinan@yahoo.com