هل العراق وطننا !!

 

 

 

كتابات - صباح البحراني

 

 

 

   بستة ملايين منفي ومهجر قسرا او اختيارا, يعد العراق البلد الاكثر تصديرا لابناءه  موزعين على جغرافيا فجيعتهم وأزمان موتهم, هجرات متكررة بدأت منذ شباط الأسود وقد لا تنتهي.

 

   المغادرون تركوا ورائهم  انقلابات  ومجازر وتصفيات وحروب أكلت إخوانهم وأقربائهم وأصدقائهم وقبلها حرقت أحلامهم بوطن عامر مرفه.

 

  هل العراق (سلطة وحكومات) لا يحترم مواطنة أبناءه .؟ بحيث يهون ان يغادره كل هذا الكم الهائل من المهاجرين ويهون عليه ان يقتل أبناءه تفجيرا وقتلا وذبحا وحرقا. هل العراق (سلطة وحكومة) اغفل ان يؤسس مشروعا وطنيا يحمي به ابناءه من شر السلطة الغاشمة التي استهانت بابناءه جيل بعد جيل . فمن حروب خاسرة يقتل المئات بلحظة واحدة فيها الى إبادة جماعية ومقابر دفن فيها مواطنون احياء. الى نزاعات طائفية  أججها ملوك الطوائف.. العديد الذين عادوا الى البلد بعد 2003 لم يمكثوا طويلا وسرعان ما عادوا الى منافيهم , عادوا لان مشروع المواطنة الذي حلموا به وحلمنا به سرقه عائدون حمقى.مئات الأحلام لمئات العائدين ذابت بعد ساعات من دخولهم لبلادهم.

 

   مشروع المواطن قضت عليه الحكومات المتعاقبة نهشا بجسده وأحلامه فلم يعد هناك مواطنا فردا بل مجرد رقم يضاف او يحذف في سجلات (البلد والحكومة والسلطة). لدرجة ان سياسي كبير يعترض على اعتقال مواطنين (لسبب سياسي) ولكنه ينسى تماما ان يعزي ابناء شعبه على جريمة قتل واغتيال وحرق (أبناءهم), وكان القضية مناكفة وسجال !! .  لهذا ان حقوق المواطن والإنسان تستباح لأنها ليس ثابتا وطنيا تسعى اليه السلطة والاحزاب السياسية بل هي متغيرا سياسيا يخضع لمتغيرات السياسة وصفقاتها والاعلام وتوجهاته.    لذا ندعوا لحقوق إنسان ومواطنة حقيقية تعمل وفق ضوابط دستور واعراف وقيم . حقوق وليس منة يهبها من انقادت اليه السلطة  وليس كلاما يقوله لنا من كانت إيديولوجيته  سبب بلاءنا وخرابنا.

 

 

 

Sabah64@maktoob.com