بعد رحيلها .. أميركا (تبشرنا) بحرب أهلية !

 

كتابات - غالب زنجيل

 

وحدهم الذين جاءوا على ظهر الدبابات الأميركية أو الزاحفين وراءها ظلوا يعاندون الحقيقة منذ سقوط الديكاتورية وحتى اليوم.وواصلوا تبشريهم بالديمقراطية الاميركية والرخاء الذي سيتحقق على أيدي أبناء العم (سام). ورغم السنوات السبع العجاف التي عانى فيها العراقيون أسوأ مما كانوا يعانون في عهد صدام.. إلا أن (المبشرين) بالجنة الأميركية ما زالوا يصرون على أن سيدة العالم لن تغادر العراق إلا وهو يرفل بالأمن والسلام، ويتحوول هذا البلد بقدرة (أميركا) إلى يابان أخرى، وإن لم يتحقق ذلك فسيكون كوريا أو سنغافوره في الشرق الاوسط!!

 

ومرت السنوات السبع واحدة بعد أخرى، والعراق يفقد الأمن والأمان، ويستشري فيه الفساد، ويتعرض إلى النهب المنظم من قبل (أزلام) أمريكا/ ويفتقد المواطن العراقي إلى كل خدمات الحكومة، والتي اعتاد عليها منذ استقلاله وحتى يوم 9/4/2003.. وقد كنا في عهود سابقة الأوائل في التعليم والتربية، والصحة، والخدمات البلدية، وصرنا في العهد الاميركي الأوائل في الفساد، وتفشي الأمية، وفقدان الأمن، ونتقلت بغداد الجميلة الى المرتبه الاولى في لائحة المدن القذرة!!

 

كل هذه الكوارث والويلات والمصائب والحروب الطائفية، سقطت فوق رؤوسنا فجأة، ومن دون ان نتوقعها، فشلت تفكيرنا، واستسلم كثيرون منا للأمر الواقع، وعاند منا آخرون الظرف الصعب الطارئ، وما زلنا نعيش حياتنا الجديدة في ظل (الفوضى الخلاقة).

 

وكأن هذا لا يكفي الغازي الأميركي الذي عليه التزامات قانونية دوليه تلزمه بحماية أرض البلد المحتل وحدوده،ولكنه قد تخلى عنها، مما اطمع الجيران بأرضنا، فاقتطعوا منها ما يشاؤون، واستأسد (الضباع) من داخله فاقتطعوا ثلث العراق وزادوا على الثلث حتى كاد ان يصل إلى النصف بحجة الأراضي المتنازع عليها، وكأننا و (اقليم كردستان) دولتان جارتان بينهما نزاع على الأرض والمياه والسماء!! كل هذه المصائب جرت وأميركا (سيدة العالم) تتفرج على مأساة العراقيين، و تشعل نار الفتن أحيانا بين أبناء العراق.

 

وقبل أن تغادر، إن هي غادرت فعلا، فإنها ستترك العراق وأهله يقتل بعضهم بعضا، هذا ما بشرنا به (الجنرال اوديرنو) قائد القوات الاميركية الذي قال في تصريح لوكالة إخبارية بان النزاع العربي الكردي على بعض المناطق يهدد بعواقب وخيمة في حال رحلت القوات الأميركية عن البلد.ولهذا – يقول الجنرال – فإن خيار استدعاء قوات الامم المتحدة للفصل بين المتتنازعين (العرب والاكراد) سيكون خيارا متوقعا!!

 

فماذا فعل الأميركان خلال السنوات السبع الماضية؟ عبثا توقع العراقيون الخيرون بناء جيش جديد، استعدادا لحماية الوطن بعد رحيل الأمريكان.. فواشنطن، وإن كانت وافقت على تأسيس جيش (متطوعين) إلا أنها حرمته من التدريب والأسلحة الحديثة التي تمكنه من مواجهة أعداء العراق في الداخل والخارج! حتى أن صفقة طائرات (F16) قد تعثرت لسنوات طويلة، وعندما أقرت، جاء موعد تسليمها بعد رحيل القوات الأميركية بوقت طويل!!

 

أميركا، ستترك العراق، هكذا يقول بعض أعوانها من السياسيين، ولكنها لن تغادره، فستبقى قواتها حتى بعد عام 2011 داخل قواعدها، وهي لن تبقى لتحمي الامن العراقي بل المصالح الأميركية،ولا يهمها أن اخترقت هذه الدولة او تلك من جيرانه حدود العراق وقتلت مواطنيه واستولت على مكامن النفط فيه!.

 

فأميركا، ستحبس قواتها في قواعدها، وستحركها متى تعرضت مصالحها لمخاطر، إما تمزيق العراق، والتنازع  بين كرده وعربه على أراضي يدعي الكرد أنها كردية، فامر لا يهم اميركا ولن يشغل بالها، وإذا ما ساتدعت الحاجة فستطلب من الامم المتحدة إرسال قوات دولية لفك الاشتباك بين العرب والكرد وعلى حساب العرب طبعا.. ويبدو أن واشنطن لن تكتفي باسرائيل واحدة،ولا بنتنياهو واحد!

 

ghalibzanjeel@yahoo.com