لعنة امريكا ولعنة ايران

 

كتابات - مداح القداح

 

هل يمكن اعتبار العراق او الحكومة العراقية مؤهلة للدخول في اللعبة السياسية الاقليمية والدولية ؟ حتى الان يجمع السياسيون العراقيون بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم ان البلد غير مؤهل لهذا الدور ذلك بسبب الاوضاع الداخلية التي مازالت حتى الان قلقة وغير مستقرة في جميع الجوانب السياسية والامنية والاقتصادية وحتى الاجتماعية ... فكيف للعراق ان يلعب دورا في محيطه الاقليمي وهو مكبل بالاحتلال والانحلال السياسي والتدهور الاقتصادي والخروقات الامنية والتفتت الاجتماعي .

 

لكن يبدو ان الرئيس الايراني احمد نجاد له وجهة نظر تختلف جميع السياسيين العراقيين ... فهو وبكل صلافة وضع العراق ضمن محور المواجهة ضد اسرائيل في جبهة تضم ايران وسوريا ولبنان وهو يقصد بالتأكيد جنوب لبنان تحديدا ... ورغم ان العراق تاريخيا له موقف واضح ومعروف ضد اسرائيل وليس بحاجة الى محور ايران سوريا جنوب لبنان الان ان نجاد اصر على ادخال العراق في هذا المحور خلال لقائه بالرئيس السوري بشار الاسد في دمشق .

 

اود ان اسأل الحكومة العراقية هل هي مع هذا المحور الذي تحدث عنه نجاد ؟ ام ان نجاد ليس بحاجة الى اخذ رأي الحكومة العراقية من اجل ادخالها في هذا المحور ؟ ... هذا الامر يكشف بوضوح ضعف الحكومة العراقية وتبعيتها المذله الى طهران ... وهذه الاسباب هي التي تدفعنا الى الوقوف بوجه هذه الحكومة الضعيفه .

 

ارى بأن المواجهة الايرانية الامريكية ستشتد في المرحلة المقبلة ويبدو ان العراق سيكون ساحة لمزيد من التضارب بين الطرفين ... فالطرفان يسعيان الان الى تقسيم الناخبين في الانتخابات المقبلة بين مؤيد لايران ومؤيد لامريكا ولامكان لطرف ثالث في هذه الانتخابات .

 

اعتقد انه برغم الضغوطات الكبيرة التي تمارس على الناخب العراقي الا انه مازال يملك حتى الان مفاتيح حل حيث يمكن للناخب الان ابعاد المرشحين الذين يسعون الى زج العراق في متاهات  اقليمية ودولية فالحكومة الحالية غير قادرة عمليا على اتخاذ موقف مستقل عن الرغبات الايرانية .

 

واذا ما اجبر العراق على الدخول في محور من المحاور الاقليمية ... وهما المحور الايراني السوري وجنوب لبنان وحركة حماس ... اما المحور الثاني فهو محور السعودية مصر والاردن برعاية امريكية ... اود ان اسأل ماذا يفضل العراقيون في اي المحورين من الممكن ان يدخلوا ؟ وما هو الافضل لهم ؟ ... اعتقد ان العراق لن لم يكن يستطيع ان يفلت من هذين المحورين ويتجه الى طريق مستقل فان المحور الثاني هو الاقل ضررا من الاول .

 

وهنا قد تبرز صورة جديدة للصراع الايراني الامريكي هو صراع المحاور وهذا الصراع كفيل باستنزاف ايران الى درجة كبيرة لكن العراقيين قد يدفعون ثمنا باهضا ... فهم ان اتجهوا نحو ايران فهذا يعني ان لعنة امريكا ستحل بهم لكن هذه اللعنة ستحل على الحكومة العراقية اكثر من العراقيين وقد حذر الجنرال اديرنو  مؤخرا بشكل واضح وصريح ... اما اذا اتجه العراقيون نحو امريكا فان اللعنة الايرانية ستحل عليهم وان هذه اللعنة ستكون موجه نحو الشعب بشكل اكبر ... لذلك نحن الان بين لعنتين لعنة امريكا ولعنة ايران .

 

ويبدو ان نتائج الانتخابات المقبلة هي التي ستحدد اي اللعنات ستحل علينا ... لكن ورغم ذلك فاننا من الممكن ان نخيب آمال الطرفين من خلال اعطاء الاصوات للذين يستحقونها .

 

 

 

madahalqadah@yahoo.com