الصراع الايراني الاميركي : حقيقة ام تضليل

 

كتابات - د.محمد الحسناوي

 

اشار الرئيس الاميركي الجديد اوباما في حديثه الاخير مع قناة العربية الى انه سيتبع الخيار الدبلوماسي في التعامل مع الملف الايراني واشاد بالشعب الفارسي العظيم!! مما اثار الكثير من التساؤلات لدى المتابعين والمراقبين للصراع الاميركي الايراني ومدى جديته وحقيقته.

 

ايران، التي صنفها الرئيس السابق جورج دبليو بوش على انها احدى دول محور الشر، رحبت بحديث اوباما واعلنت انها ستتعاون مع الادارة الاميركية الجديدة وكأن الحرب الباردة بين البلدين اوشكت على وضع اوزارها!! المتابع للتطورات السياسية والعسكرية منذ احداث سبتمبر يستخلص انها بمجملها صبت في صالح النظام الايراني حيث ساهمت القوة العسكرية اميركية في اسقاط الد اعداء ايران (حركة طالبان ونظام صدام حسين). اذن ماهي طبيعة الصراع ؟ ومامدى جديته ؟ واين الحقيقة؟؟؟

 

نظام الملالي الذي (وعلى لسان القادة العسكريون والساسة الاميركان،  كان يشكل التهديد الاول لسلامة الجنود الاميركان في العراق وكان يشكل التهديد الاول للدولة العبرية، ورفض مرارا وتكرار كل دعوات الجتمع الدولي لتعليق برنامجه النووي)، تصرف وكأنه بمنأىً عن العقاب الذي توعد به الرئيس بوش كل من لايكون في صفه حين صنف العالم ب" اما معي او ضدي" دون ان يترك خيارا ثالثا لاي طرف.

 

التقارب الايراني الاميركي، وفي احيان كثيرة، يبدو اقرب الى التصديق منه الى الصراع وان كان الاخير معلناً..والادلة على هذا التقارب لاتحتاج الى ذكاء خارق كي يتم تشخيصها والاستدلال عليها...الصراع المزعوم على الساحة العراقية، على سبيل المثال، خير دليل على التقارب والتنسيق والعمل المشترك، وهذا الامر جلي جدا في تعامل ودعم ايران والولايات المتحدة اللامحدود للاحزاب الشيعية والكردية الحاكمة في العراق (المجلس الاعلى والدعوة الحزبين الكرديين)...ربما يكون الهدف من التقارب هو وجود اعداء مشتركين مثل تنظيم القاعدة والاحزاب الراديكالية الاخرى مثل التيار الصدري وغيرها ،(او من باب عدو عدوي صدي قي).

 

الصراع المعلن بين الولايات المتحدة وايران بحاجة الى وقفة جادة من كل الاطراف التي ربما تتأثر بسببه..اولا يجب معرفة الحقيقة!! اهو صراع حقيقي ام محاولة تضليل؟ فالادلة والبراهين كثيرة لدعم ودحض النظريتين.

 

اعلامي / القاهرة