وباما واشارات التغيير على الساحة العراقية

 

كتابات - عقيل الازرق

 

الطرفان الرئيسيان اللاعبان والمؤثران في المشهد العراقي وهما الولايات المتحدة الامريكية وايران ,بالنسبة للطرف الاخير وهو ايران فان كل الدلائل على الارض تشير الى ان هذا الطرف قد استفاد بشكل كبير من سياسية الادارة الامريكية السابقة للرئيس بوش في العراق وسياسية حكومة المنطقة الخضراء وقد اسس الى حالة من النفوذ يكون هوالرابح الاكبر فيها في جميع الاحوال سواء كانت الادارة الامريكية جمهورية ام ديمقراطية وسواء انسحبت القوات الامريكية من العراق ام لا او وقعت التفاقية الامنية ام لم توقع.

 

ومع التغيير الذي طرا في الادارة الامريكية الجديدة بعد فوز المرشح الديمقراطي اوباما في انتخابات الرئاسة الامريكية , ومالهذا التغيير من اثر على الساحة العراقية , ورغم ان الولايات المتحدة الامريكية هي دولة مؤسسات  وان مؤسسة الرئاسة لاتملك من من سلطة القرار اكثر من20% وان سياستها لاتتغيير بتغيير الاشخاص ,الا ان ذلك لايعني نفي التغيير والتحول في السياسية الامريكية الخارجية مطلقا وتحول في شكل التعاطي مع المشكلة العراقية , فالتاتريخ الامركيي خير شاهد على مثل هذه التحولات والاتعطافات الكبيرة في السياسية الخارجية الامريكية في فترات رئاسية سابقة كما في ادارة الرئيس ابراهام لنكون وروزفلت وريغان , ان ولادة مثل هذا النغيير في الفترة الرئاسية للرئيس اوباما له اكثر من مبرر من خلال المعطيات على الساحة الامريكية والدولية ومن هنا نرى ان الدعوة الى التغيير التي رفعها اوباما كشعار لحملته الانتخابية ومسار عمل للفترة القادمة والتجاوب الذي لقيته هذه الدعوة من قبل الناخب الامريكي والذي لم يصوت لاوباما فقط بل صوت في استفتاء شعبي يدل على رفض سياسية الرئيس بوش وحزبه الجمهوري والذي مني بالاضافة الى خسارة مرشحه للانتخابات الرئاسية بخسارة اخرى على مستوى انتخابات الكونغرس في مجلسيه النواب والشيوخ لاتقل اهمية عن خسارة الانتخابات الرئاسية .

 

لايمكننا الافراط بالتفاؤل تجاه هذا التغيير الا انه على اسوء الظروف يعني افضل بكثير من سياسية بوش السابقة تجاه العراق ودعمه المتواصل الى حكومة المنطقة الخضراء , لاسيما ان الكثير من استطلاعات الراي الامريكية قد اشارت الى تراجع اهمية قضية العراق الى مايقارب 10% من اهتمام الناخب الامريكي ومثل هذه النسبة تقريبا بالنسبة الى موضوع محاربة الارهاب والذي كان يتخذ منها الرئيس بوش ككذبة ومسوغ لما كان يفعله بالعراق , يضاف الى ذلك التزام اوباما بسحب قواته من العراق خلال فترة 16 شهرا , كل هذا يعني ان اولويات السياسية المريكية الخارجية ومنها العراق قد تغير ترتيبها بعد الازمة الاقتصادية العالمية , بالاضافة الى نية ورغبة الادارة الامريكية الجديدة من تدويل مشكلة العراق على المنظمات الدولية والاقليمية , وهي اشارة ايجابية للدول العربية يمكن من خلالها على الاقل موازنة النفوذ الايراني ان لم يكن الحد منه في هذه المرحلة.

 

حكومة المنطقة الخضراء لم تخف قلقها من المستقبل ومن هذا التغيير , والذي بدا واضحا من خلال تصريحات التهنئة والتي حملت بين ثناياها هذا الخوف بالاضافة الى استجداء الدعم الامريكي ومحاولة تكبيل الادارة الامريكية الجديدة بعبئ المسؤولية تجاه الحكومة العراقية , والذي سيترجم خلال الايام القليلة المقبلة من خلال هرولة  الحكومة العراقية  الى توقيع الاتفاقية الامنية , والذي يكشف عن غياب السياسية الحكومية الواضحة ورؤيتها للمستقبل بعيدا عن الدعم الخارجي سواءا كان امريكيا ام ايرانيا , فالجداول التي صرحت بها هذه الحكومة لبناء قدرات القوى الامنية تعكس ذلك بوضوح, فقوى الامن العراقية وفق هذه الجدوال الزمنية لايستطيع مواجهة المخاطر الداخلية بمفردها قبل 2011 والجيش العراقي لايستطيع بمفرده صد أي خطر او عدوان خارجي قبل 2020 .

 

اكثر من اشارة ايجابية في المتغيرات الجديدة تلقى بظلالها على الساحة العراقية لو تم التقاطها من قبل القوى العراقية الوطنية من خلال تشكيل جبهة وطنية عراقية عريضة تهدف الى انهاء الاحتلال ونبذ المحاصصة الطائفية يمكن ان تشكل الاساس الى ترجمة النوايا الامريكية للادارة الجديدة الى فعل يكون في مصلحة العراق وشعبه وانهاء الازمة العراقية , .

 

 

Akeelradi2000@yahoo.com