توقيع اتفاقية التعاون مع أمريكا .. ضرورة أستراتجية لمساعدة العراق

 

كتابات - خضير طاهر

 

كما هو متوقع أنطلقت الأصوات الديماغوجية المعبئة بالشعارات الأيديولوجية العدوانية التي لاتنظر  الى فائدة الولايات المتحدة الأمريكية الى بلد محطم كالعراق .. أنطلقت هذه الأصوات الغوغائية لرفض ومهاجمة مشروع الاتفاقية المزمع توقيعها مع أمريكا ، فالعقول الشيوعية والقومية والاسلامية التي تربت على زعيق الشعارات المعادية الى أمريكا وجدتها فرصة ذهبية لممارسة هوايتها المفضلة في مهاجمة امريكا !

 

وكذلك هرعت المخابرات الايرانية الى تحريك عملائها من العراقيين  لرفض هذه الاتفاقية وتجييش الشارع العراقي ضدها لدرجة عمدت الى دس بنود مزيفة نسبتها الى الاتفاقية بقصد أرعاب الرأي العام العراقي وتخويفه منها .

 

المضحك ان الاحزاب الشيعية العميلة الى ايران صرنا نسمعها تتحدث عن ضرورة الحفاظ على سيادة العراق ، واصبحت تتمشدق بهذه المزايدات الوطنية وتحاول أرتداء قناع الوطنية الشريفه ، بينما هي في حقيقة الأمر تقوم بتنفيذ الأوامر الايرانية التي تحارب هذه الاتفاقية !

 

ولو القينا نظرة سريعة على فوائد هذه الاتفاقية لمصالح العراق .. سنجدها كثيرة جدا وهامة وتعتبر فرصة العمر الذهبية للعراق المحطم الذي أثبت العراقيون على مدى عمر الدولة العراقية المعاصرة منذ عام 1921 ولغاية الان .. أثبتوا فشلهم في قيادة  بلدهم والاستغلال الأمثل لثرواته ، فالعراقيون شعب مدمر لنفسه وسارق لثرواته ولايعرف كيف يعيش بهدوء وسلام واستثمار لأمواله .. لذا فأن شعباً بهذا الوضع المأساوي بحاجة ضرورية للوصاية الأمريكية لحمايته أولا من نفسه المخربة ، وحمايته من اطماع الدول المجاورة .

 

فالشيء الفظيع في العقل السياسي العراقي هو انه عقل يفتقر الى التفكير العملي الواقعي الذي يتحسس حاجات الوطن ، فالعقل العراقي كما هو معروف معبأ بالخرافة والايديولوجيا والديماغوجيا وكل ماهو قبيح ومضر وعدواني ... ولانتوقع من عقل سياسي كتب دستور المحاصصة الطائفية والقومية وتعامل مع العراق على انه شركة تجارية والشاطر من ينجح في الاستيلاء على اكبر حصصة ممكنة منه وكأن الوطن عبارة عن غنائم حرب .. لانتوقع من هكذا عقل مشوه ان يفكر بمصالح العراق !

 

الخلاصة هي اننا لو فكرنا انطلاقاً من معيار مصالح العراق اولا بعيدا عن الشعارات العدوانية ضد امريكا ، وبعيدا عن تحريض ايران ضد هذه الاتفاقية .. فأن العراق هو الطرف المستفيد منها ، فأمريكا التي هي أعظم دولة على وجه الارض وبأمكان العراق الاستفادة منها علميا وتكنلوجيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا ... ولدينا نماذج من دول العالم التي حققت فوائد كبيرة بعقدها اتفاقيات مماثلة كاليابان وكوريا والمانيا ، وكذلك دول الخليج العربي التي بفضل علاقتها بأمريكا تتمتع الان بالاستقرار والامان والرفاهية الاقتصادية .

 

kodhayer1961@yahoo.com