الديمقراطية
الأمريكية في
العراق ..... عبد
العزيز
المقالح
2010-07-11
5:17:31 PM
حتى
فترة قصيرة
خلت، كان عدد
من المخدوعين
العرب يتوهمون
أن من أهداف
الغزو
الأمريكي
إرساء نظام
ديمقراطي في
العراق، وأن
هذا البلد
الذي اجتاحته
جيوش الغزاة
سيتحول في وقت
قصير إلى نموذج
للديمقراطية
تجد بقية
الأقطار
العربية
نفسها مضطرة
إلى الاقتداء
به، وكادت
الخديعة
الإعلامية
تجد لها أصداء
في بعض
الكتابات والمناقشات،
لكن الانخداع
بالوهم
الديمقراطي
لم يطل
كثيراً،
وكانت
الأحداث
المتلاحقة في
هذا البلد
العربي
المنكوب تفضح
الأوهام واحداً
بعد الآخر،
وتؤكد أن
الغزاة لا
يتركون في أي
بلد ينزلون به
سوى الدمار
والموت
والدماء،
وذلك بعض ما
حدث للعراق
"الديمقراطي
الجديد"!
لقد مرت
على العراق
حتى الآن
أربعة أشهر
بعد الانتخابات
"الديمقراطية"
التي تمت تحت
الاحتلال،
ولم يتمكن
البرلمان
"المنتخب" من
تشكيل
الحكومة
الجديدة،
وطالت
المحاورات
واشتدت
الخلافات
وطال الأخذ
والرد بين
الكتل الطائفية
التي أفرزتها
الانتخابات
المذكورة دون
جدوى، وهو ما
يؤكد أن
الديمقراطية
المحمولة على
دبابات
الغزاة
وطائراتهم
ليست إلا
إشاعة سخيفة
وحكايات
ساذجة من ذلك
النوع الذي
تردده بعض
الأمهات
لتنويم
أطفالها
المشاغبين.
والأدهى من
ذلك والأمَرّ
أن رئيس
الوزراء
"الديمقراطي"
يرفض أن يغادر
مبنى الرئاسة
إلا بانقلاب
ساخن من تلك
الانقلابات
التي عرفها
العراق في عهد
ما قبل
"الديمقراطية
الأمريكية".
إن
المالكي الذي
يمسك السلطة
بأسنانه
وأظافره لا
يختلف كثيراً
عن سابقيه من
غير الديمقراطيين،
وإصراره على
البقاء في سدة
الحكم، يضرب
بشعارات
الديمقراطية
وتبادل
السلطة عرض
الحائط، كما
تؤكد للداخل
والخارج أن
شهوة الحكم لا
تقاوم.
ومنذ
أيام جاء
مبعوث
الديمقراطية
نائب الرئيس
الأمريكي
ليملي
توجيهاته على
الفرقاء المختصمين،
وفي إثر هذه
الزيارة غير
الموفقة اتضحت
الأهداف، أو
بالأحرى
التصورات
التي تميل إلى
وجهة نظر
الأمور كما
هي، وأن يتم
التقاسم الطائفي
الذي كان
سائداً قبل
الانتخابات
الأخيرة من
دون تغيير،
فرئاسة
الوزراء
للمالكي
ورئاسة
الجمهورية
للأكراد
وللسنة رئاسة
البرلمان،
وكأن الحالة
اللبنانية
تتكرر في بلد
عربي آخر، ولا
ديمقراطية
ولا هم يحزنون.
وفي زحمة
الصراعات
الطائفية في
العراق، ومع
استمرار
التفجيرات
التي تطال
الأبرياء هنا
وهناك من أرض
هذا البلد
العربي
المنكوب،
تتعالى الأصوات
بضرورة بقاء
قوات
الاحتلال
وتأخير مواعيد
الانسحاب إلى
أجل غير مسمى،
وذلك هو الهدف
الرئيس من كل
ما يحدث من
تلاعب بنتائج
الانتخابات،
ومن إبقاء
الأمور كما
هي. فالاحتلال
جاء ليبقى،
وما أحاديث
الانسحاب
المزعوم إلا محاولة
سياسية مطاطة
لذر الرماد في
العيون، عيون
العراقيين
والأمريكيين
على حد سواء.