هذا الانتصار?!! ... محمد كعوش

2008-11-19  2:32:15 AM

 

المالكي, زف لنا بشرى التوقيع على الاتفاقية الأمنية, وتحدث عنها باعتزاز على أنها انتصار كبير للشعب العراقي!!.

والمالكي يعرف مسبقاً, ونحن أيضاً, أن مجلس النواب العراقي موافق على الاتفاقية لان نواب الحكيم, ونواب المالكي, زائد نواب الأكراد يشكلون الاغلبية في المجلس, وهم اتفقوا منذ البداية - تحت حماية الاحتلال - على تقسيم الغنائم والمناصب والمكاسب, وتعاونوا على اسناده ودعمه.

نقولها بصراحة, ... على دم العراق اتفقوا واقترعوا... ومنحوا الاحتلال شرعية عراقية, في الوقت الذي تواجه فيه الادارة الأمريكية تحديات داخلية صعبة, ويواجه فيه جيش الاحتلال وضعاً أصعب, مما دفع الكثيرين الى الاعتقاد بأن قرار الانسحاب قد اقترب, بعد فشل الحسم العسكري وتصاعد عمليات المقاومة الوطنية العراقية...

المالكي وسكان المنطقة الخضراء وكل المتعاونين مع الاحتلال والمحتمين به, تمسكوا بوجوده وسعوا الى تثبيته اطول مدة ممكنة لانه برحيل الجيوش الأجنبية لن تكون هناك حكومة في المنطقة الخضراء, فهم يريدون كسب المزيد من وجود الاحتلال لتكريس تقسيم العراق ارضاً وشعباً على القاعدة الطائفية والعرقية...

المالكي, الذي اذاع البلاغ »رقم - 1« وبشر بالتحرر والجلاء والاستقلال والسيادة قال ان العراق كان محاصراً وبلا سيادة في زمن النظام السابق, أما الآن, ما شاء الله, هو بلد حر مستقل وبسيادة كاملة!!.

وقال المالكي أيضاً ان الانسحاب حتمي وحسب البرنامج الزمني, ولكننا سمعنا من الجانب الامريكي العسكري ما يختلف مع هذه المقولة, فرئيس هيئة الاركان الامريكية الادميرال مايك مولن قال انه اتفق مع الجنرال بتراوس والجنرال راي اوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق ان الانسحاب يجب ان يستند الى الاوضاع الأمنية على الارض وليس الى جدول زمني وقد حذر من ان الاوضاع الأمنية الهشة قد تتغير خلال هذه الفترة... كما ان هناك بنوداً في الاتفاقية تسمح للحكومة العراقية بطلب بقاء القوات الامريكية ايضاً ما دامت تحتاج اليها!!.

حكومة المالكي بهذه الاتفاقية تريد منح جيوش الاحتلال شرعية عراقية, وتتحول هذه الجيوش من قوات احتلال الى »قوات انتداب« تحت شعار »قوات صديقة« وهو, أي رئيس حكومة المنطقة الخضراء نوري المالكي, يغطي عملية التحويل, بوهم الانتصار, والحديث عن السيادة والاستقلال على طريقة انتصارات الرئيس جورج بوش, وهو بذلك يخدع الشعب العراقي الذي يعرف الحقيقة, كل الحقيقة, وهي ان سيادة واستقلال وحرية العراق لن تتحقق سوى بانسحاب جيوش الاحتلال وسلطات الانتداب وتوحيد العراق أرضاً وشعباً...