حتى الخنازير؟
2009.04.28
عبد الناصر
أمريكا بلد جوائز نوبل
في مختلف
العلوم، والتي تريد
تغيير خرائط العالم
وتاريخ الشعوب، أمريكا البلد الذي
هو العالم
تمنحنا الآن ضمن
مبتكراتها
الجديدة مرض "أنفلونزا
الخنازير"،
وكانت منذ ربع
قرن قد
شغلتنا وأرهبتنا بداء المناعة
المكتسبة..
- وهي خرجات
أمريكية
لا بد
لكل العالم
أن يتوجع
بها وينشغل
عن أموره
الحساسة
بها، كما
فعل مع
تفجيرات
الحادي عشر من
سبتمبر عندما صار كل
العالم يحارب الإرهاب حسب التعريف
الأمريكي،
وكما حدث
في إعصار
"كاترينا"،
وكما حدث
في الأزمة
الاقتصادية
العالمية..
حيث ينسى
العالم كل مشاغله
ومآسيه ويغرق مع الوجع
الأمريكي.. إن كان هناك
وجع أصلا.
- وكما رمت الولايات
المتحدة
الأمريكية
تهمة "السيدا" للأفارقة
وتهمة "الإرهاب"
للمسلمين.. تلصق
الآن داء
"أنفلونزا
الخنازير"
بالدولة
المجاورة
المكسيك،
فهي التي
تحصي الآن
قتلاها وتتكفل بمرضاها لتقول للعالم بأن "أنفلونزا
الخنازير"
انطلقت من المكسيك.. ويفهم
العالم بسرعة بأن الأمراض
تبدأ عنده
وتنتهي عند الأمريكان
المنشغلين
جدا بأمراض
البشرية
وفي كيفية
تخليص العالم من أمراضه
النفسية
والعقائدية
والجسمانية
والمناخية
والسياسية،
وهو ما
يتيح لها
دخول الدول
الآمنة وأكثر من ذلك
بالترحاب
الذي جعلها
الآن تستعمر
العالم دون أن
تبذل دولارا
واحدا أو قطرة
عرق أو
دم واحدة...
كل شيء
مباح بالنسبة
لأمريكا
لبلوغ أهدافها.. فهي تحول اللاشيء
إلى شيء
وتصنع من هذا
"الشيء" ما تريد
بلوغه بمساعدة كاملة من كل
العالم.. الذي
ينسى أن
هذا البلد
متواطئ حتى النخاع
في عمليات
الإبادة
التي طالت
أبناء غزة، وفي
الدمار الذي مازال
يطال العراق
الذي سكنته
الفتنة والموت منذ أن
سكنته الولايات
المتحدة،
وفي الضياع
الذي يعيشه
الأفغانيون،
والهلع الذي ينام
ويصحوا عليه الفنزويليون
والكوريون
الشماليون
والإيرانيون
بسبب التهديدات
الأمريكية
التي تلون
الرؤساء
فيها وحافظت
على شدتها.
الجميع نسي كل
هاته المآسي
ويفكر الآن في
حالات أنفلونزا
الخنازير
التي أصابت
بعض سكان
شيكاغو.
- في
أمريكا إذا
سقط المطر لا
يحمل بقية
العالم مطاريته
فقط، بل يصاب
بالأنفلونزا..
وفي بقية العالم
إذا سقط
المطر خرجت
أمريكا
للتصييف.. وطبعا
هذه
المعادلة لا
تعني
حلفاءها
ومنهم بالخصوص
إسرائيل.