توقيع

2010/01/24

 

توقيع

لماذا الخجل هذه المرة؟

فاتح عبدالسلام

 

هذه رابع زيارة لجو بايدن نائب الرئيس باراك أوباما الي بغداد، لكنها ليست كبقية زياراته. انها الزيارة الصاخبة رغماً عنه وحاول في تصريحاته أن يعطيها صفة الهدوء والبعد عما يجري حولها في العراق من صخب حول أحقية الترشيح أو عدمه الي الانتخابات. يفهم اي مراقب الحاجة الامريكية والعراقية الي تبرير هذه الزيارة وتفسيرها بعيداً عن أزمة اجتثاث البعث علي اعتبار ان العراق بلد ذو سيادة وله حكومة وبرلمان ورئيسان للوزراء والجمهورية وفوق هذا وذاك انه بلد مراقب من محيطه العربي والاقليمي بالرغم من محاولة أولئك الظهور بمظهر الصامتين.

لماذا هذا الحياء السياسي المفاجئ الذي نزل علي المسؤولين العراقيين مرةً واحدةً. فالقوات الامريكية لا تزال علي أرض بلاد الرافدين بكامل عدتها واعدادها واستعداداتها ومن الطبيعي أن يدخل أي مسؤول امريكي الي هذه البلاد كما كان يفعل منذ احتلاله عام 2003 من دون سؤال أو همسة أو اعتراض أو تأويل.

كما انه ليس الفشل الوحيد الذي يظهر عجز هذه الرؤوس التي تقف في واجهة المشهد السياسي العراقي علي حل مشكلة محلية سياسية أو خدمية أو اقتصادية أو أمنية. أهو الخجل من تنفيذ قرار امريكي لا يسمح بالمغامرة بالعملية السياسية التي دفعت دماً من أجلها؟

السنوات تتوالي والأمور تزداد تردياً في العراق وهذه الحقيقة يدركها العراقيون في الداخل أولاً ثم من هو في الخارج أيضاً، حيث الوضع الأمني ليس بأفضل حال ممّا كان قبل سنتين أو ثلاث سنوات أبداً إلاّ في القياسات التي تضعها الحكومة أو الجهات الأمريكية لنفسها في تحديد مدي التقدم الأمني علي وفق النجاحات في صناعة الصحوات مثلاً. الاّ ان السيارات المفخخة والاغتيالات والجثث المجهولة في الشوارع لا تزال العنوان الأوضح في أي تقرير أمني يومي يمكن الاطلاع عليه وليس له طريق الي الاعلام الاّ بالمناسبات.

لا يمكن أنْ ينسي أحد تسلسل الاحداث فقد كان للمسؤولين الامريكان زيارات مماثلة عند كل أزمة تعصف بالمشهد السياسي العراقي ولا أقول تعصف بالعراق، لأنّ الذي عصف بالعراق هو الحرب التي قادتها الولايات المتحدة أصلاً.