نحن وأوباما
والانتكاسة
المقبلة! “عامر القيسي”
عامر القيسي أعمدة الكتاب يونيو 10TH, 2015 517 عدد القراءات
عامر-القيسي6-
العم اوباما بشّرنا باننا على اعتاب انتكاسة جديدة لكن النصر على داعش مؤكد، قالها في مؤتمر السبع الكبار في المانيا بحضور السيد العبادي ، الفقرة الثانية مما قاله اوباما معروفة وبديهية فلا يمكن ان يبقى الوضع على ماهو عليه ، لان فكرة الدولة الاسلامية لن تتحقق حتى لو اصبح نصف العالم داعشيا..
السؤال عن الانتكاسة المقبلة ، اين ومتى وماهو ثمنها وما الذي يفعله التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمنع الانتكاسة ، أم ان الاستراتيجية الجديدة هي انتظار حصول الانتكاسة لاستكمال «اللعبة» الجهنمية وامرار المخطط الكبير برسم خارطة جديدة للمنطقة تبدأ من العراق ؟!
واستكمالا لما «أوضحه» الرئيس اوباما فان الناطق باسم الخارجية الاميركية الادميرال المتقاعد جون كيربي قال إن «عملية انقاذ العراق من تهديدات تنظيم (داعش) قد تستغرق مابين ثلاثة الى خمسة اعوام، وحتى ذلك الحين يستوجب من العراقيين ان يتولوا زمام الجهود الحربية بانفسهم»، ويعتقد الرجل مع ادارته ان
« الاسلوب المتبع الان في تنفيذ الاستراتيجية يحتاج لبعض التعديلات الصغيرة، والولايات المتحدة وجميع دول التحالف قد يشاركون باجمعهم في هذا الجهد»، ومن بين تأكيد البشرى يتابع كيبري «حتى لو تم تقييم المشكلة من وجهة نظر عسكرية فقط فانها ستبقى تستغرق ما بين ثلاث الى خمس سنوات للقضاء على (داعش) في العراق، وهذا الشيء لا يحصل بين ليلة وضحاها».
لاجديد في كل القول الاميركي، ففي العاشر من حزيران الماضي وفي «صبحية سقوط الموصل» بشّرنا الاميركان بحرب طويلة قد تستغرق ثلاث سنوات ، تطورت بعد عام من النكسة الحزيرانية الى احتمال ان تكون خمس سنوات، ولا نعلم بتنبؤات جديدة للادارة الاميركية ، التي انتقلت استراتيجيتها من التلويح بتسليح العشائر والبيشمركة الى القبول بمشاركة الحشد الشعبي في تحرير المدن المحتلة من داعش!
ومن بين كل هذه «الفوضى الخلّاقة» للاستراتيجيات الاميركية المتقبلة ، نقف نحن بعد عام من النكسة على اشلاء اربعة ملايين نازح وشلال من الدم وافتراقات سياسية تتعمق يوميا وتقدم الهدايا المجانية للدواعش ليتغذوا عليها ويديموا احتلالاتهم وعدوانهم على كل ما هو انساني في هذه االبلاد ..
الحقيقة التي ينبغي ان نواجهها بكل شجاعة ، هو اننا نحارب الدواعش بلا استراتيجيات ، لاسياسيا ولا عسكريا ، بل اننا في قلب الفوضى ، فسياسيا مازال ساستنا الكرام يتبادلون الشتائم والاتهامات علنا في الوقت نفسه الذي يرفعون فيه شعارات المصالحة واليد الواحدة والاخوة العراقية وغيرها من شعارات الاستهلاك الداخلي التي اتخمنا بها ، وعسكريا ، مازلنا نفتقر الى القيادة الموحدة والاستراتيجية العسكرية التي تكون بوصلة للجميع في مواجهة الدواعش ، ومازالت الانتصارات العسكرية تفتقر الى هدفها وعمقها في عودة النازحين الى ديارهم وتحقيق السلم الاجتماعي في المدن المحررة التي دمرّتها الحرب !
البشرى الاميركية بانتكاسة مقبلة ، مرّت مرور الكرام على ساستنا، وكأنها قيلت عن بلد آخر ، برغم ان الكلام الاميركي لايطلق مجانا في الفضاء ، فكل شيء محسوب لديهم بما في ذلك «اخطاءهم» الاستراتيجية في العراق..!
لماذا لاتحدث الانتكاسة في بلد يقوده ساسة لايقرأون ولا يكتبون ولا يجيدون فك اسرار الرسائل من الحلفاء والاصدقاء والاعداء ، وان كانت بمستوى وضوح رسالة الاميركان من ان انتكاسة جديدة مقبلة وحربا ستطول الى خمس سنوات في اقل تقدير ابتداء من الآن ، بعد طرح السنة الفائتة التي كانت للتسلية؟!
ياساسة البلاد حلّلوا وتبصروا واقرأوا .. اين ومتى وكيف ستحصل الانتكاسة المقبلة ، وماذا انتم فاعلون ازاءها ؟
عامر القيسي