الخميس 3 فبراير 2011
تحية إكبار وتقدير لشباب مصر
شباب مصر الذين عانوا لعشرات السنين حتى أثكلتهم المعاناة، وظننا أنهم قد ثملوا ،أو.. وهنوا
فهذا الشعب الذي كدت أفقد الثقة فيه نهائيا قد خيب ظنى.... وأسجد لله شكرا وحمدا
وبرغم حزنى العميق على شهدائنا..كانت فرحتى بلك الانتفاضة التى أتت تنفض غبار السنين ، فكانت كالمارد الذى خرج ليعلن أنه كان محبوسا، مقيدا ،مخدرا، ولكنه....لم يمت
تتلاحق الأحداث، ويترقى الشهداء،ويتزايد الناس، فيهب من هجع، ويفيق من غفل، وأصبح النظام كالذى يتخبطه الشيطان من المس ؛ فأضحى يخرب منشآته، ويحرق آثاره، ويقتل أبناءه ...
ولكنها رقصة الموت على سيمفونية الرحيل
فكان أكثر جنوناً من نيرون الذى أحرق روما وقتل شعبه ، ثم ألصق جريمته بمسيحى روما ، وهكذا يفعل مبارك فقد خرب الوطن وقتل أبناءه، ثم وقف بكل جبروت ؛ ليعلن أنه لن يرحل، وأن من طالب بالحرية هو من تسبب فى الفوضى، ولم يبد حتى الأسف على ما وقع من ضحايا وخراب
وإن شاء الله سيكون نهاية مبارك مماثلة لنهاية نيرون حيث إن الروايات اختلفت فى انتحاره، أو قتله على يد أعوانه
مضى على الانتفاضة تسعة أيام ولم تنته بعد وقد أظهرت لنا الكثير.. وسوف تظهر لنا الأكثر
أظهرت لنا الثورة أن النظام يكره هذا الوطن وأبناءه أكثر مما كنا نتصور، وعنده استعداد أن يحرق الوطن كله ؛ ليتربع على أنقاضه، وأشلاء أبنائه
أظهرت لنا الثورة أن جهاز الشرطة ليس إلا عبئا وعالة على الشعب المصرى ، فعندما عاقبنا النظام بانسحابه كان الشباب يقومون بدور الشرطة من تنظيم مرور، وحماية بيوت، ومنشآت من خلال اللجان الشعبية
أظهرت لنا الثورة وجوها كثيرة كانت تغنى بالأمس للنظام ،ثم صارت تهجوه، واليوم وقفت فى حيرة حين أحكم الطاغية قبضته حول المتظاهرين، وأطلق كلابه... فظنوا أنه قد نجا فانقلبوا على أعقابهم مرة أخرى
أظهرت لنا الثورة أن الشعوب تصنع إرادتها ، وتفرضها على الحكام وليس العكس ، فهما أحكم النظام قبضته الأمنية ومهما صهر الحديد ، وأشعل النيران ، فالشعوب قد تتحمل، وقد تصبر طويلا، ولكن عندما تثور فلن ينفع النظام حديده وناره
أظهرت لنا الثورة أن للطغاة أعوان لابد من اجتثاثهم جميعاً فهم كالحشائش التى تلتف بالشجرة الخبيثة
أظهرت لنا الثورة أن جميع مؤسسات النظام لا تحترم عقولنا ؛ فالإعلام يقوم بتمويه سخيف وساذج للأحداث.. وكل وظيفته أصبحت نفى ما يأتى فى القنوات الفضائية الأخرى التى تبثنا الحقيقة
أظهرت لنا الثورة أن شبابنا إن لم نشغلهم بالحق صاروا دمية فى أيدى مخربى الوطن أو مسؤوليه فالتظاهرات كانت تضم المسلمين والأقباط، و لم يحدث مجرد احتكاك طائفى وكان الأقباط يحمون ظهور المسلمين فى صلاة الجمعة، كما لم تحدث حادثة تحرش واحدة برغم الحشود التى ضمت الشباب والفتيات
أظهرت أن الشعب المصرى لازال يحمل خيرا كثيرا ، وقلة مازال الجهل يغيبها، والجوع يفقدها العقل فلابد أن نملأ العقول والبطون.. حتى لا تغيب العقول من أجل البطون
إن شاء الله سنحصد النجاح بعد غدٍ، فإن كتب الله لى الشهادة.. فأطلب من شعب مصر العفو لأننى ظننت به سوءا، وإن قدر الله لى أن أكون أمام الحاسوب مرة أخرى سنحتفل جميعا بالنصر والخلاص
يااارب