الأربعاء 24 مارس 2010

 

بقلم / كوثر عبد الفتاح

 

أمين المبادرة النسائية لنصرة فلسطين

 

فى الوقت بدل الضائع حاول البعض التحرك لا لإنقاذ القدس من التهويد وضياع الهوية، ولكن لإنقاذ ماء الوجه بعدما بدا المشهد المقدسى مؤسفا متحديا  للشرعية الدولية ضاربا بكل القوانين والمواثيق  الدولية والدينية والإنسانية عرض الحائط كعادة الكيان الصهيوني عندما يمضى قدما فى تنفيذ مخططاته والسعى لتحقيق أطماعه

 

لقد وقع العرب كعادتهم فى الفخ وصدقوا أن التوتر الذى بدا بين الكيان الصهيوني وأمريكا بسبب الإستيطان فى القدس حقيقيا ، وصدقنا وصدق الجميع أن أمريكا الأم الرؤوم للكيان الصهيوني تعارض وبشدة الحلم الصهيوني الأزلى بالإستيلاء الكامل على القدس الشرقية وتحويل القدس الموحدة لعاصمة صهيونية يهودية المعالم والهوية والإسم والسكان.

 

غير أن التطورات السريعة والمتلاحقة على الساحتين الأمريكية والصهيونية وتتابع التصريحات بشأن القدس من كلا الجانبين أعطت للمشهد أبعادا أخرى وبدأت تلوح بأن هناك فى الأمر خدعة وأن الصورة التى تحاول أمريكا إظهارها عن سياساتها مع الكيان الصهيوني تخالف الحقيقة ، فالإعتراض والخطاب الشديد اللهجة اللذان تحولا وبسرعة ملفتة للأنظار إلى توجيه وتنبيه وهما بدورهما لم يستغرقا وقتا حتى تحولا لدعوة أمريكية معلنة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني لمقابلة الرئيس الأمريكى أوباما.

 

وكل ذلك يأتى فى إطار التصريحات الصهيونية المشددةعلى المضى قدما فى مخطط تهويد القدس والمقدسات والإصرار على إستكمال بناء المستوطنات فى القدس الشرقية.

 

فهل كل ما يحدث هوالحقيقة ؟ وهل يمكن لمن يعرف تاريخ الولاء الأمريكى للكيان الصهيوني أن يصدق أن ما يجرى على الساحة هو الحقيقة الكاملة ؟

 

 أم أن هناك ما يخفى من إتفاقات غير معلنة ومن قرارات بالفعل مبرمة  ، وأن ما يجرى ما هوإلا محاولة جديدة لخداع الرأى العام العربى والإسلامى وتخدير الشعوب العربية والإسلامية لتترك لأمريكا أمر حماية المقدسات وتضع فى عنقها أمانة الدفاع عن الحقوق العربية والإسلامية فى القدس بل وإستعادتها أبضا وكأن أمريكا باتت حاضنة الخلافة الجديدة التى ترعى الحقوق وتحمى المقدسات.

 

إن تاريخ علاقة أمريكا بالكيان الصهيوني  يؤكد أن ما يجرى من مواقف بشأن القدس والمقدسات سواء من الكيان الصهيوني أو من أمريكا ما هو إلا تمثيلية وضع لها السيناريو بإحكام لصالح الأهداف الصهيونية ملبيا للمطامع الصهيونية تهدف لتخدير الرأى العام لمنح الكيان الصهيوني فرصة جديدة لفرض سياسة الأمر الواقع التى طالما اتبعتها وحققت بها كل مخططاتها.

 

لذا يجب ألا نخدع بهذه التمثيليات ولا ننشغل بها وإنما الحل أن نمضى قدما على طريق المقاومة نعلنها خيارنا الإستراتيجى الذى لن تتحرر مقدساتنا إلا به ولن تعود القدس إلا عن طريقه ولن يتحرر الأقصى إلا من خلاله فلنعلنه موقفا وقرارا واختيارا غير راجين عطف هؤلاء ولا دفاع هؤلاء ولا حتى حماية أولائك ، فقد أثبت الواقع بما لايدع مجالا للشك أنه لا حل غير المقاومة ولا سبيل إلا سبيلها ولا طريق للعزة والكرامة إلا طريقها .