أقول لكم
أخطبوط البيت الأبيض
هذا الكائن البحري الرخو متعدد الأطراف أصبح أكثر شهرة من باراك أوباما وانجلينا جولي ومادونا فغريزته التي لم تخطيء حتى الآن مكنته من التنبؤ بنتائج مباريات المونديال وتحديد الفرق الفائزة وهذا يؤهله لتبوؤ مكانة رفيعة في البيت الأبيض كبيرا لمستشاري الرئيس فالأخطبوط المعجزة يمكن أن يصبح عاملا حاسما في خيارات الإدارة حول إجهاض المشروع النووي الإيراني بالتفاوض أو بالحرب كما انه سيتيح للرئيس اختيار الأسلوب الأمثل للتعامل مع كوريا الشمالية : بالكروز والتوماهوك .. أو بالتي هي أحسن !
واستطلاع آراء العرافين قبل الإقدام على تنفيذ أي عمل أمر معروف على امتداد التاريخ ،ومن أشهر نماذجه العراف الفرنسي نوستراداموس الذي كان أهم شخصيات البلاط الفرنسي وأكثر أبناء شعبه ثراء بسبب تنبؤاته المعروفة عالميا ولدينا ايضا الكاهن العراف راسبوتين الذي كان مقربا من كاترين العظمى قيصرة روسيا كمستشار تلقى آراؤه كل احترام منها ومن طبقة النبلاء ، بل ان هناك تقارير تؤكد استعانة بعض الساسة العرب بآراء المنجمين والعرافين حول مسائل عسكرية قبيل هزيمة يونيو 67 !
ولا شك ان الأخطبوط بول سيجد مجالا خصبا في البيت الأبيض يستثمر فيه موهبته وغريزته في قراءة الطالع وربما يتجاوز المسائل السياسية لإبداء الرأي حول مدى كفاءة الكلب الرئاسي (بو) في أداء مهامه وفي افضل الأنواع التي تستطيع ميشال أوباما أن تزرعها في بستان البيت الأبيض ناهيك عن التعرف على تقييم الرأي العام الأميركي لأداء الإدارة في مختلف الملفات الساخنة وعلى رأسها المفاضلة بين علاوي والحكيم لرئاسة وزراء المنطقة الخضراء ، أما باقي المناطق الحمراء فلا علاقة للإخطبوط بها .
شوقي حافظ