اقول لكم
قطط البيت الابيض

سوكس، اشهر قط في عائلة بيل كلينتون نفق بأيدي الاطباء البيطريين الذين وفروا له موتا رحيما يخلصه من آلام الاصابة بالسرطان، وكان المأسوف على رحيله يتمتع بحظوة ومكانة عالية لدى شيلسيا الابنة وهيلاري الأم التي اصدرت عنه كتابا عنوانه: عزيزي سوكس، يتحدث عن العلاقة الحميمة بين المرأة وقطها..تلك التي ربما وفرت لها قدرا من التعويض لإعراض الزوج عنها أثناء حياتهما بالبيت الابيض، بسبب انشغاله الدائم بمطاردة قطط من نوع آخر في غرف وأروقة الجناح الغربي..وقبيل المغادرة النهائية لآل بوش للبيت نفقت قطة العائلة إنديا وحظي رحيلها ببيان رئاسي ينعي الراحلة التي اختارت ان تغادر الدنيا بلقب قطة رئاسية!.
هل هي مصادفة ذلك النفوق المتقارب زمنيا لقطط البيت الابيض دون كلابه؟ لا يمكن الجزم بذلك، لكننا نعرف على وجه اليقين ان كلاب البيت أعظم حظوة واعلى مقاما من القطط لدى من تحملهم صناديق الانتخاب الى المكتب البيضاوي ، وتطبيقا لمبدأ ان كل رئيس يجب ان يكون له كلبه، وانسجاما مع قاعدة في الدبلوماسية الاميركية تحدد نجاح الدبلوماسي في ان يكون متزوجا ولديه طفلان..وكلب، عكس الحضارة المصرية القديمة التي وضعت القط في مكانة مقدسة باعتباره رمزا لإله الحب والخصوبة بوست ـ أو بوسيت ـ الذي كان له رأس قط وجسد امرأة، ولا تخلو مقابر ملوك الفراعنة من تماثيل للقطط دون الكلاب، ومقارنة القط الفرعوني بالكلب الرئاسي تكتنز بكثير من المعاني والدلالات!.
يثير الدهشة ارتباط نفوق القطط بفشل سياسات اصحابها والأدلة على ذلك سوكس قط كلينتون وإنديا قطة بوش وهمفري قط توني بلير و..هل يعني ذلك ان القطط لديها حاسة سادسة يجعلها تتنبأ بالمستقبل السياسي المظلم لأصحابها؟ لا نعرف ذلك على وجه الدقة، لكن المؤكد ان قطط وكلاب المقار الرئاسية في التحالف الأنجلو ـ اميركي الذي قاد كلابا متعددة الجنسيات عقرت المدنيين في افغانستان والعراق و..يراها المتحالفون أكبر قيمة واعلى مقاما من اطفال غزة وبغداد وهلمند نفقت قطط رؤساء الحرب والدم والترويع، والبقية ـ والأمل ـ في حياة قطة باراك حسين أوباما!.

شوقي حافظ