شافيز العربي مات!

 

بقلم/ محمد الحكيمي

نشر منذ: 6 أيام و 8 ساعات و 7 دقائق

السبت 09 مارس - آذار 2013 10:45 م

لا زلت لا اصدق في حيرة أتساءل لم يرحل العظماء؟ ولماذا لا تنجب الأرض أمثالهم من بعد رحيلهم ؟  رحل وهو يحلم بالعودة إلى شعبه متفائل بالحياة عندما خاطبهم قبل مغادرته إلى لتلقي العلاج قائلا " سأعود بأفضل حال مما تروني عليه اليوم ،  لدي رغبة كبيرة في الحياة لن أقول وداعا، ولم تدق بعد ساعة الموت، بل الحياة ".

 

 لكن الأقدار لم تشأ له أن يظهر لكي يودع شعبه المتشوق للنظر إليه .. رحل وخلف من بعده الألف من الفقراء والمضطهدين كان يحلم بسعادتهم وعرف بانحيازه المطلق لهم كما كانوا هم أيضا يرون به سعادتهم وانتصاراتهم فلم يذكر انه قد خذلهم .

 

ما بين صدمة وحزن يعيشها الشعب الفنزولي والوطن العربي بل العالم بأسره لرحيل رجل محبوب إلى قلوبهم لم يتاجر بمشاعرهم عرفوه بإخلاصه لهم فأحبوه ، وقوفه مع القضايا العربية جعلت شافيز عربيا ربما أكثر من عرب النفط عبيد امريكا والدينار .                     

 

عربياً ناصريا منذ أن كان جنديا متفائل بمستقبل القومية العربية لان أفكار ناصر لا تزال بالفعل كما قال للجزيرة ، بالفعل استطاع أن يثبت بأنه يسير على نهج الزعيم ناصر مواقفه كانت شاهده على ذلك وهي تتحدث إلى اليوم في بلدان الوطن العربي فالبرغم من بعد بلاده عنا الا ان مواقفه كانت الأقرب منا لا سيما فلسطين القضية المركزية التي بادر للملمت جراحها فترجم احتجاجه على الحرب الإسرائيلية لـلبنان 2006 وغزه 2009 بسحب سفير بلاده وطرد السفير الإسرائيلي لدى فنزويلا وجميع العاملين في السفارة ردا على العدوان ووصف الاحتلال الإسرائيلي بالجبان وطالب بجر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأمريكي ؛ هذه المواقف استطاعت أن تغرس حبه لدى ملايين الشعب العربي فالمواطن العربي الذي لم يلمس شي من القوه والكرامة في صورة حكامه يقف اليوم على نبا الفجيعة برحيل شافيز .                                                                                                                          

 

وأنا أتصفح الفيس بوك وجدت أن غالبية المفسبكين يتحدثون عن رحيله ويسردون قصص مواقف عظيمه لشافيز الإنسان الذي عمل من اجل الشعب وساهم في تخفيف معاناته تتحدث منشوراتهم عن وقوفه مع المستضعفين في كل العالم صديقا عزيز وفيا سخر كل حياته في طريق نصرة المظلوم .                               

 

 

لكن ذهلت كثيرا في نفس الوقت تألمت أكثر حينما وجدت البعض يبتهجون رحل الطاغية رحل الدكتاتور يسبون ويشتمون يلعنون ويكذبون يزيفون الحقائق ويصنعون من حقدهم تاريخ مغلوط ، بالرغم من أن الرجل لم يقف احد الأيام في طريقهم وقف هذا الإنسان مع العرب والمسلمين أكثر من تلك الجماعات التي تنافق باسم الإسلام والمسلمين أيقنت جيدا أن هذه الجماعات لن ترضى عن احد وهو يقف في وجه أمريكا .