إنجاز دولي للأمن السعودي

 

31/10/2010

 

أكدت الأحداث الأخيرة مرة جديدة صوابية النهج السعودي بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين في محاربة الإرهاب, وصحة الاجراءات الاستباقية المحبطة لمخططات الفئة الضالة التي أسقطت من قاموسها كل المعاني الانسانية واتخذت من تقتيل الأبرياء والتعدي على الحرمات سلوكا لها مسيئة بذلك الى الإسلام الحنيف البعيد كل البعد عن التطرف, وهو ما ادركته مبكرا القيادة السعودية وعملت على مكافحته وفق منظومة متعددة المسارات أثمرت الكثير من النجاحات, وأدت إلى تفكيك الكثير من الخلايا الارهابية, اكان في المملكة او في الخارج.

عندما تحدث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل ايام امام عدد من السفراء الاجانب المعتمدين لدى المملكة عما حققته الحكومة السعودية في مجال مكافحة الارهاب ودورها العالمي في هذا الشأن, كان حينذاك يذكر بضرورة اليقظة التامة دوليا لدحر كل الذين يعملون على زعزعة الاستقرار العالمي, لأن تلك الجماعات المارقة تعيش على بث الضلالة بين الناس والتغرير ببعض الشباب من اجل خدمة اهدافها التخريبية.

لقد اعترف العالم اجمع في الايام القليلة الماضية بالدور الريادي للمملكة, وعلى كل المستويات بتجفيف منابع الارهاب المتدثر زورا بعباءة الاسلام, ليس فقط في المجال الامني الذي حققت اجهزة الامن السعودية بقيادة النائب الثاني وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز نجاحا كبيرا فيه, بل ايضا في المجالات الاجتماعية والانسانية من خلال رعاية اسر المغرر بهم, وبرنامج المناصحة وتقويم السلوك الديني لضحايا التضليل الارهابي, وهو دور يسجل للمملكة في حفظها للامن الوطني الذي لا يقبل المساومة أبدا, بل انها في مساعيها تحفظ الامن القومي للاقليم بمجمله, ورغم ان هذا الأمر ليس جديدا على السعودية التي تنكبت منذ زمن طويل مسؤولية حفظ الاستقرار الاقليمي وسعت في المجالات كلها في سبيل إبعاد المنطقة عن دوامة العنف والتطرف, وعملت ايضا على المساعدة في حفظ الامن الدولي.

كل هذه الانجازات تحسب للمملكة ولقيادتها وتؤكد ان ماقاله خادم الحرمين امام السفراء الاجانب لم يكن مجرد شعارات, انما هو من صلب الستراتيجية السعودية لإرساء اسلوب جديد في معالجة معضلة الارهاب, وقد أثبتت ذلك حادثة اكتشاف الطرود المفخخة التي اضطلعت اجهزة الامن السعودي بدور كبير في كشفها وتحذير عدد من الدول بشأنها وقبلها التحذيرات من هجمات ارهابية كانت تعد لها الفئة الضالة في عدد من الدول الأوروبية, والتي تلقى عليها خادم الحرمين الشريفين الشكر من باراك أوباما رئيس اكبر دولة في العالم وعدد من الرؤساء الاوروبيين.

إن الرؤية السعودية تستند الى حقيقة ان مكافحة التطرف لا يمكن ان تكون احادية التوجه, لان كل تطرف يخلق مثيله في الجهة المقابلة, وبالتالي يشكل حوار الأديان مكافحة للجهل بالآخر الذي يولد التطرف, ويقرب المجتمعات من بعضها البعض وهذا أفضل العلاج لمرض العصر, لأن الارهاب لا دين او هوية له, وهو موجود في المجتمعات الاخرى تماما كما هي الحال عندنا, ومن هنا كانت الدعوة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين من اجل التلاقي المعرفي بين الأديان لوضع حد نهائي لخطر سفك الدماء العبثي الذي تمارسه جماعات ارهابية عدة, ربما تكون الفئة الضالة الآن اكثرها بروزا.

أحمد الجارالله