في خريف
رئاسته العاصفة بفترتيها,
سيختتم الرئيس الاميركي جورج بوش
عروضه الديبلوماسية
وسياساته
التكساسية
المعروفة
بزيارة وداعية للمنطقة العربية, حيث أعلن
رسمياً عن برنامج
زيارته لكل الدول
الشرق أوسطية المدرجة من دون
أن يذكر
العراق بشكل واضح,
والذي لابد أنه
سيزوره زيارة خاطفة
وسرية ومخفية عن عيون
وأنظار وأسماع الصحافيين
والمخبرين,
فليس من
المعقول أن يأتي
(رسول التغيير)
الذي كان
من دون
أن يرى
المشروع الاميركي الحلم في
العراق وقد تقوض
من أساساته?
ومن دون
أن يطلع
على الكارثة
العراقية
التي تسببت
بها السيناريوهات
المخفية للسياسة الاميركية,
فبوش الذي
في عهده
تقرر إسدال
الستار على نظام
صدام حسين
وإنهاء عمالته وخدمته التاريخية
للمصالح الغربية لم ينجح
في طروحاته
العراقية
التي كنا
عن سذاجة
مريعة نصدق بها
سوى في
استبدال عميل قديم
متوحش ومستهلك بعملاء أكثر رقة
وأكثر (إيمانا), من دون
التخلي عن صفة
الوحشية, فهذا هو
العام الخامس بعد إسقاط
نظام صدام
حسين في
حرب (حرية
العراق) فماذا تحقق?
هل انبثق
عراق جديد
فعلا من
بين رماد
الحروب والحصارات
الكارثية?
هل نجحت
السياسة الاميركية
بالأخذ بيد الجماعات
الأكثر تحضرا وليبرالية
وديمقراطية
في العراق?
أم أنها
استبدلت العقلية العشائرية
الطائفية
الإرهابية
المريضة بعقليات وشخوص ونماذج
مريضة لا تقل
إرهابا ولا إجراما
ولا توحشا
ولا مقدرة
على السرقة
والشفط بأكثر من
سلفها الطالح الذي هيأ
الأرضية الوطنية والإقليمية
للكارثة العراقية?
هل حققت
اميركا النصر في
العراق فعلا بعد
أن أعادته
لعصر ما
قبل السيطرة
العثمانية
حيث العشائر
والقبائل
والطوائف
ودول الخرفان
والنعاج السود والبيض
وعشائر التخلف وفرق اللطم
والتطبير
الشامل وعصابات قتل النساء
بالجملة والمفرق وحثالات القاعدة وأخواتها من الفرق
السلفية المتخلفة والطائفية
المجرمة? ماذا حققت
الولايات
المتحدة في العراق
سوى تقديم
العراق وشعبه على
طبق من
ذهب للذئاب
المتوحشة
من قادة
نظام طهران
وفيالق حرسه الثوري
التي أضحت
اليوم هي اللاعب
ألاكبر لا في العراق فحسب بل
في عموم
منطقة الشرق الأوسط?
وانظروا للحالة اللبنانية
لتعرفوا أفضال السياسة
الاميركية
وروعتها, أين البناء
أو إعادة
البناء في العراق
رغم الموازنات
البليونية
الموجودة
على الورق?
في الغرب
الذي نعيش
يستطيعون
بناء مدن
كاملة في ستة
أشهر, فهل
بني مرحاض
واحد في
العراق طيلة خمسة
أعوام? وماذا تفعل
آلاف الشركات
وما مهمة
عشرات الآلاف من المقاولين
في العراق,
الذين لم ينجحوا
سوى في
توسيع مساحة المقابر
العراقية?
هل توقف
العراقيون
عن الهرب
من بلادهم
وطلب اللجوء
في ديار
الغرب, رغم أن
قوات هذا
الغرب هي التي
تدير العراق
فعلا وقولا?
هل يعلم
الرئيس الاميركي وهو في
خريف قيادته
أن العراقيين
ما زالوا
يعيشون على بركات
و(مكرمات)
وعبقرية (بطاقة صدام
التموينية)?
والتي لو أوقفت
الحكومة العراقية الحالية حكومة التحاصص
والتناطح
والشفط واللطم مفرداتها فإن العراق
سيشهد ثورة خبز
وزبدة هي الأكبر
في التاريخ?
... وأخيرا هل تأكد
الرئيس الاميركي فعلا بأن
دعوته القديمة للتخلص من الأنظمة
الإرهابية
قد تم
تحقيقها? الجواب واضح... فزيارة
جورج بوش
الوداعية
للمنطقة هي الفصل
الأخير من قصة
الفشل التاريخي الاميركي الأكبر الذي لم
تكتب فصوله
النهائية
بعد, والتاريخ
لا يرحم
الفاشلين.
dawoodalbasri@hotmail.com
|