[طباعة]   [إرسل الموضوع الى صديق] 

انها لحظة تأريخية

تم قراءة الموضوع 10 مرة

11/05/2011

 

عمران العبيدي

يحق  للعالم الان ان يعلن فرحة بموت زعيم الارهاب ، كما يحق لامريكا بالذات ان تفتخر وتحتفل بأنها استطاعت اخيراً  من الاقتصاص لضحايا امريكا وضحايا العالم، كما يحق لنا نحن العراقيين ان نبتهج بهذا الخبر ، ومخطىء من يعتقد ان موت رأس الارهاب وصانعه يخص الامة الامريكية فقط ، صحيح ان بينهما ثأرا بدأ منذ لحظة سقوط برجي التجارة العالمي في نيويورك في 11 ايلول من العام  2001  ، وكان على الامريكيين ان يعيدوا الهيبة لدولتهم بعدما اصيبت بالصميم،  بل ان تلك الهيبة كانت بحاجة الى رأس بن لادن حيا او ميتا ،لكن هذا الامر لايعني ان مقتل رأس الارهاب لايهم الاخرين  بل لانبالغ انه يخص العراقيين بالدرجة الثانية ، فعلى مدار ثماني سنوات جند بن لادن كل امكاناته لتفخيخ الخارطة العراقية من اقصاها لاقصاها، تفخيخها بالقتل والتدمير وتفخيخها بصنع الضغائن بين مكونات الشعب ، بل انه اوغل في ايذاء العراقيين اكثر مما آذى امريكا كما كان يدعي ويدعي اعوانه بتلك العمليات، بل ان اعوانه مثلوا بجثث العراقيين بشتى الطرق لتعكس مدى الحقد الذي يلازم تفكيرهم. 

 

ليست مبالغة ولا خارج السياق ان يصف  الرئيس الامريكي موت بن لادن (انها لحظة تأريخية)، لأنها لايمكن ان تخرج من ذلك التوصيف ، فبموته تكون البداية لطي وجه من وجوه الارهاب المتعددة.

صحيح ان موته لايعني نهاية كل شيء، لكنه يعني ان هؤلاء مهما تحصنوا ومهما بالغو في القوة فأنهم يبقون اهدافا قابلة للصيد في كل لحظة، وان العالم لايمكن له ان يتجاوز مجازرهم او ينساها لانهم وزعوا اجرامهم على بقاع الارض.

 

العالم بدون بن لادن وبدون صدام حسين وبدون الزرقاوي والبغدادي بالتأكيد هو افضل ، ومسلسل الشر لابد ان ينتهي مهما طال الوقت.

فالحدث عالمي بحق ويغطي مساحة كبيرة من الارض لعمق ماسببه هذا التنظيم بقيادة  المجرم انف الذكر من مآس للبشرية، سيحاول البعض بصورة او اخرى تحويل مقتل بن لادن وتصويره على انها حرب بين الغرب ( امريكا تحديدا) وبين الاسلام في محاولة لاستجلاب الغضب الاسلامي على امريكا،  ولكن لانعتقد بنجاح مثل هذه المحاولات كون الضرر المتراكم من جراء افعال تنظيم القاعدة لم يترك مجالا للتشكيك بأهمية ذلك الحدث.

 

ومهما حاول البعض التقليل من اهمية مقتله على عمل تنظيم القاعدة أو الحديث عن ان قوة التنظيم لاتتعلق بشخص ما ، فالامر لابد ان يلقي بظلاله على عمل القاعدة ،كون الامر يعني ان الاستخبارات العسكرية الامريكية قادرة على الوصول لاهدافها،  ولذا من غير الممكن المساس بأهميته .

حسنا فعلت عندما القت امريكا بجثته في البحر ليس لانه لاتوجد دولة تستقبلها كما تقول المصادر الامريكية، بل لكونه لايستحق ان يكون له قبر بين القبور،  ونعتقد ان الحيتان في البحر هي الاولى بلحمه رغم اني اشك انها تتقبله.