طنجرة «بوسطن»

ارسال الى صديق

طباعة

طباعة مع التعليقات

تكبير/تصغير الخط

 

احمد حسن الزعبي

 

رغم كل المجاملات الرسمية التي يقولها بحقنا قادة الغرب وأميركا عند زيارتهم لدولنا ، ورغم كل الحملات الإعلامية والإعلانية التي تنفقها الدول العربية والإسلامية لتبييض صورة شعوبها أمام المجتمع الغربي، بأن المواطن العربي هو إنسان يحب السلام ويكره العنف وينبذ الكراهية، إلا أنه في حادثة ما، كانفجار بالون في احتفال مدرسي أو كسر لوح زجاجي في بناية، فأول ما يفكرون فيه هو الاشتباه في العرب والمسلمين، ثم تبدأ محطات التلفزة العالمية بالحديث عن مشاهدة مشتبه فيه يحمل ملامح «شرق أوسطية».

ترى كيف نتخلّص من ملامحنا الشرق أوسطية حتى لا نبقى محط اتهّام ومطاردة وتقصّ، ومن ثم جرّ الويلات على دول بأكلمها كما فعلوا في أفغانستان والعراق دون ذنب يذكر.. هل نجري عمليات تجميل جماعية وعلى نفقة الأمم المتّحدة حتى نتخلص من ملامحنا (موضع الاشتباهولكي يستطيع طلابنا أن يدرسوا في تلك الدول، ومرضانا أن يُعالجوا، وسياحنا أن يتنزّهوا دون تحقيق أو احتجاز أو مراقبة أو مضايقة أو «تسفير» إلى غوانتنامو الصامدة؟

بصراحة بعد أحداث سبتمبر، وأنفاق مترو لندن، وطنجرة ضغط «بوسطن»، وقطار كندا خطر لي.. بضرورة تغريب النكاح العربي من الآن فصاعداً، ولا أقصد تغريبه الأخذ من الغرب فحسب، بل و«فلبننته» و«صيننته» و«أسينته» و«أفرقته» ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً.. من خلال تشجيع الزواج من الفلبينيات والصينيات والإفريقيات علّ «الملامح» العربية أو الشرق أوسطية - على حد تعبيرهم - تتبدد وتختفي في غياهب التمويه.. وبالتالي نستطيع السفر والحركة والتجارة بحرية إلى أميركا دون أن تطاردنا عناصر من الـ«إف بي آي»، أو غيرها، ودون أن تشك فينا عاملة النظافة في الفندق، أو يشي بنا حامل الحقائب في المطارات.

منذ أن قالوا إن انفجاراً حدث في بوسطن،وإحباط عملية إرهابية في كندا، ورغم معرفتهم بهوية الفاعلين، إلا أنني أتلمّس خريطة الوطن العربي صباح مساء وأتفقد الدول العربية دولة دولة، كما أتفقد أصابع يد طفلي الصغير، خوفاً وقلقاً مما هو آت، فإذا انفجرت «طنجرة ضغط» في بوسطن، فهذا يعني أننا سنسمع صفير سيارات الإسعاف عندنا.

 

 

ahmedalzoubi@hotmail.com