الأزمة الأوكرانية: مَن يتراجع أولاً؟

ملح وسكر

أ.د. سالم بن أحمد سحاب

الخميس 20/03/2014

الأزمة الأوكرانية: مَن يتراجع أولاً؟الأربعاء الماضي، وخلال التقائه برئيس الوزراء المكلّف لجمهورية أوكرانيا، حذّر بوتين من العقوبات الاقتصادية التي ستتعرض لها روسيا في حال استمرار الأزمة الأوكرانية متوّجة بضم إقليم القرم إلى روسيا، أو انفصاله كدولة مستقلة دون موافقة أحد عدا روسيا. وقد مهّد استفتاء الأحد الماضي الطريق لروسيا لتبدأ مرحلة العبث في دولة مستقلة ذات كيان.

وليس واضحًا تمامًا مدى عمق العقوبات الاقتصادية التي تتوعّد بها الولايات المتحدة، وحلفاؤها الأوروبيون دولة عسكرية عظمى في حجم روسيا، وغير عظمى من الناحية الاقتصادية.

ما الذي يملكه الحلفاء في مواجهة روسيا؟ هل ستعجز روسيا عن تحمّل أي عقوبات اقتصادية، في حين لم تعجز إيران لسنوات طويلة عن تحمّل صنوف العقوبات التي مارستها الولايات المتحدة، وضغطت على حلفائها لممارستها؟

هل الوضع مختلف الآن بالنسبة لروسيا؟ هل السبب هو شعور أوروبا الموحّدة بأن شرقها مهدد، وأن قناعتها اليوم بتشديد التعاون في هذه المواجهة قضية حيوية لا مجال فيها للتردد أو التلاعب أو التساهل كما كان الحال مع إيران طيلة سنوات المقاطعة المخترقة باستمرار!

هل سيساعد موقع روسيا الجغرافي على محاصرتها اقتصاديّاً عبر البر والجو؟ هل ستُحظر كل التعاملات المالية من وإلى روسيا، أي سيُقفل في وجهها النظام المصرفي العالمي فلا استثمارات جديدة فيها، ولا أموال تخرج منها؟

إلى أي مدى ستنهار العملة الروسية مقابل الدولار واليورو؟ وقد فَقَدَ الروبل منذ الأزمة قرابة 20% من قيمته! وإلى أي مدى سيتم مقاطعة المنتجات النفطية الروسية وعلى رأسها النفط الخام؟ وكيف سيتم تعويض هذا الفاقد في السوق! وأمّا الغاز الروسي فقضية أخرى لا شك أنها ستؤرّق السياسيين الأوروبيين في حال إقرار المقاطعة الشاملة!

وماذا عن دور الدول الكبرى الأخرى خاصة الصين التي حتمًا لن تسير في ركاب الكاوبوي الأمريكي إلاّ بما يخدم مصالحها بصورة أساسية! هل ستقف الصين على الحياد؟ أم ستسارع إلى الاستفادة من الأبواب المقفلة لتفتح هي أبوابها مشرعة!

وسؤال مهم آخر: إلى أي مدى ستضعف العقوبات الاقتصادية المزمعة دور روسيا الإجرامي في سوريا؟

اللهم اجعل بأسهم بينهم شديدًا، واكتب للسوريين فرجًا قريبًا!!

 

salem_sahab@hotmail.com

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain