هل نجح المصريون
في وقف
مسار (الفوضى
الخلاقة) أو عملية
تنصيب (الإخوان حُكَّاماً)
في المنطقة؟!
عدنان كامل صلاح
الثلاثاء 20/08/2013
إيه الحكاية يا واشنطن
؟!ما يحدث
في مصر
وحول أحداثها
الأخيرة أخطر من
مجرد تمكين
الإخوان المسلمين من حكم
مصر أو
عدم تمكينهم..
أميركا رمت بكل
ثقلها وراء الإخوان
المسلمين..
تجاهلت أفعالهم وضخّمت ما يتخذ
من إجراءات
ضدهم.. جنّدت
أجهزة الإعلام الأوربية والأميركية
لنقل الصورة
كما تريد
لها أن
يتم إخراجها،
ومارست الضغوط على أوروبا
لاتخاذ مواقف مساندة
لتنظيم الإخوان المسلمين،
ودفعت قائد الناتو
إلى التدخل
بشكل علني
في التعليق
والتحذير
مما يجري
في مصر،
ولم تكن
بحاجة إلى جهد
لتجنيد أطراف أخرى
لشن حملة
لم تتوقف
ضد مصر
وجماهيرها
التي خرجت
إلى الشوارع
ودفعت إلى إسقاط
الإخوان.. ما يحدث
الآن هو
محاولة لإعادة مسيرة قطار
التحولات
الدموية في المنطقة
إلى سكّتها
التي كان
الأميركيون
يعتقدون أنها تنطلق
فيها.
وهناك مدرستان تُحلِّلان
الموقف الأميركي الجديد القديم، أولاهما ما ذكره
الدكتور مأمون فندي
في مقال
له بصحيفة
(الشرق الأوسط) نُشر قبل
عشر سنوات
بتاريخ 25 نوفمبر 2003م (30 رمضان 1424هـ) قال فيه:
إن الاجتماع
السنوي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين سيعقد في
إحدى الدول
العربية،
وسيتم خلاله حوار
ما بين
الإخوان وأميركا، واعتبر أن هذا
الأمر هو جزء
من سعي
أميركا لاستكشاف قيادات بديلة للقيادات
الحالية للدول العربية
اعتقاداً
منها بأن
الإخوان «هم القادرون
على محاربة
(إسلام) القاعدة بالإسلام (المعتدل)».. الشعار الذي يُسوِّق
الإخوان أنفسهم به لدى
الدول الغربية.
وهذا التوجه في التحليل
لوحظ لدى
عبدالرحمن
الراشد في عاموده
اليومي بالشرق الأوسط يوم السبت
الماضي حيث قال:
إن معظم
التعليقات
الغربية تجمع على
الشعور بأن جماعة
الإخوان في يدها
مفتاح الإرهاب، هي من يُشعله وهي من
يُطفئه. وهو أمر
يبدو أن
هناك أطرافا
أخرى تُسوّقه
نيابة عن الإخوان
في أميركا
وأوروبا.
المدرسة الأخرى التي تسعى
لتحليل الموقف الأميركي قائمة على
مبدأ رامسفيلد
وزير الدفاع
الأميركي
خلال غزو
العراق عام 2003، ويدعو
إلى نشر
الفوضى الخلاقة في العالمين
العربي والإسلامي
للوصول إلى نتيجة
ترضي الغرب،
وخاصة أميركا، وتبرز عبرها
ديمقراطية
صديقة للغرب، أو حكومات
تتحكم على الأقل
في فكر
مواطنيها
وتوجهاتهم
الإسلامية،
بحيث لا
تُشكِّل خطراً خارج
حدود هذه
الدول.
وهذه الفوضى جرى بثها
فعلاً في العراق،
حيث انفجر
صراع طائفي
بأدوات عراقية، تساندها مصالح خارجية
أكانت شيعية كإيران
وحزب الله
اللبناني
أو سنية
كحركات القاعدة والجهاد، ومر عليها
حتى الآن
حوالي عشر سنوات
ولا زالت
عاجزة عن خلق
أي وضع
مستقر للبلاد أو تحقيق
الأمن للمواطن فيها.. ويستعد
الأميركيون
للانسحاب
العام القادم من أفغانستان
بدون إكمال
الترتيبات
المناسبة
للحفاظ على درجة
ما من
الأمن والاستقرار،
حيث تتجه
إدارة أوباما إلى انسحاب
سريع من
أفغانستان
بدون أي
ترتيبات أمنية عسكرية
بحجة عجزها
عن الوصول
إلى ذلك
مع الرئيس
الأفغاني
حميد كرازاي،
تكراراً لما كانت
قالته عن عدم
اتفاقها مع المالكي
عند انسحابها
المتسارع
من العراق.
هل نجح المصريون
في وقف
مسار (الفوضى
الخلاقة) أو عملية
تنصيب (الإخوان حُكَّاماً)
في المنطقة؟
أم أنها
حادث طارئ
سيسعى المجتمع الدولي (أميركا) إلى تجاوزه
وإعادة القطار لمساره قبل أن
يُوثِّر على ميادين
أخرى ينشط
الإخوان فيها مثل
اليمن وتونس وليبيا؟!.
ص.ب 2048 جدة 21451 adnanksahah@yahoo.com
adnanksalah@yahoo.com