لجمعة, 5 يونيو 2009

رأي المدينة

 

عكس الخطاب الذي وجهه الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما الى العالم الاسلامي أمس من جامعة القاهرة توجها أمريكيا جديدا وجادا نحو صياغة نظام عالمي جديد على أسس جديدة تحتكم إلى الشرعية الدولية وتنشد العدل والسلام والرخاء للبشرية جمعاء ضمن عالم خال من أسلحة الدمار الشامل يحتكم إلى الشرعية الدولية ويمتثل لقراراتها وقوانينها دون استثناءات .

هذا التوجه الجديد يعتبر بمثابة عودة الروح للقيم الأمريكية ، وإضافة حقيقية لإنجازات الآباء المؤسسين الذين أرسوا دعائم تلك القيم وأعطوا المجال لمن جاء بعدهم لترسيخها وتعزيزها ، وهو ما فعله بالضبط وودرو ويلسون عبر مبادئه الأربعة عشر ، وروزفلت الذي شهدت الأمم المتحدة مولدها في عهده ، ثم باراك حسين أوباما الذي أعاد أمريكا إلى رشدها بعد أن كادت أن تفقد بوصلتها وتضل طريقها نحو الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان من خلال الدعوة إلى عالم لا يتخذ الإسلام عدوًا له ، عالم يلعب فيه العالم الإسلامي دورًا محوريًا ليس فقط لأنه يمثل قرابة ثلث سكان العالم وإنما أيضًا لأن رسالة الإسلام الخالدة هي رسالة حضارية وإنسانية جامعة تحث على السلام والتسامح ونبذ العنف والتطرف ، وتعتبر أن من قتل نفسًا بغيرنفس كأنما قتل الناس جميعًا .

دعوة الرئيس أوباما خلال خطابه التاريخي إلى بداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي ومواجهة التطرف والعنف حول العالم وتحقيق السلام في الشرق الأوسط تستحق الترحيب والثناء لا سيما وأنها ترتكز على أسس واقعية وتبتعد عن الانحياز والمعايير المزدوجة التي كانت تشكل السمة البارزة في تعامل الإدارات الأمريكية السابقة مع قضايا العالم الإسلامي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، إلى جانب ما تشكله من صفقة لبداية جديدة في العلاقات تستوجب من الولايات المتحدة ترجمتها إلى أرض الواقع وتستوجب من العالمين العربي والإسلامي إظهار التمسك والتعبير عن رسالة الإسلام السمحة التي ظلت تشكل نبراسًا لهداية العالم عبر مبادئها السامية وقيمها العظيمة التي اقتبس منها الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الامريكية الكثير وهم يرسون دعائم دولة أصبحت الآن الدولة العظمى الأولى في العالم .

اضغط على النجوم أدناه للتصويت: