Top of Form


وعود بوش؟

| تاريخ النشر:الجمعة ,11 يَنَايِر 2008 1:24 أ.م.


قبل بدء زيارته للمنطقة ، اطلق بوش الوعود للعرب والفلسطينيين وكأنه سيختم فترة رئاسته بإعلان التوصل إلى الحل النهائي بين الفلسطينيين واسرائيل. الا ان تصريحاته التي اعلنها في اسرائيل بخصوص "يهودية الدولة العبرية وحقها المشروع على كامل اراضيها" تؤكد عدم جديته وانه ما جاء للمنطقة الا لأجل اطلاق المزيد من الوعود الكاذبة وابتزاز المزيد من التنازلات من العرب والفلسطينيين لصالح الكيان الغاصب.
منذ توليه الرئاسة في البيت الابيض لم ينل العرب من سياسات بوش في المنطقة سوى المزيد من الانحدار والتأزيم، ولم ينالوا من وعوده سوى السراب. فقد اطلق خطة خريطة الطريق التي عول عليها كثيراً ونالت ما نالت من التوقعات والتطلعات والآمال من قبل العرب والفلسطينيين لتنتهي الى فشل تام. ثم اعلن عن مؤتمر انابوليس وسط الشكوك العربية وبدأت المبادرة وانتهت دون ادنى تقدم يسجل لسياسة بوش في المنطقة. واليوم يأتي بوش وسط وعود وتفاؤل عربي بتحقيق التقدم المنشود في المشكلة الفلسطينية بينما نجده في تصريحاته يعطي الضوء الاخضر للإسرائيليين للقيام بمزيد من الاعمال التعسفية ضد الفلسطينيين.
وفي مؤتمره الصحفي مع عباس القى بوش بالكرة في الساحة الفلسطينية وحمّل الفلسطينيين المسؤولية الكاملة عن احراز اي تقدم، ولسان حاله يقول ان لا قدرة له على اسرائيل اكثر من تنصيب نفسه وسيطاً وهو يطالب الفلسطينيين بالتنازلات للكيان الصهيوني في سبيل تحقيق حلم الدولتين في حين لم يبق للفلسطينيين شيء ليقدموه اكثر مما فعلوا. وازاء هذه الازدواجية في التعامل يتساءل المراقب المستقل اي وعود يمكن للعرب ان يصدقوا ؟ واي حل يمكن للرئيس بوش ان يقترح ؟ وهو الذي اعلن نفسه راعياً للدولة العبرية وينتهج سياسة استعلائية وفوقية مع العرب وقضاياهم. إن الوعود التي يطلقها بوش للإسرائيليين في الخفاء هي حتما غير الوعود التي يطلقها للعرب في العلن.

Bottom of Form