هل يسقط
العراق مرة اخرى
؟ .. اياد السامرائي
بعد ان بات نظام الرئيس السوري بشار الاسد قاب قوسين او ادنى من الانهيار وبدأ الاقتصاد الايراني يترنح تحت وطأة العقوبات ومارافق ذلك من انهيار سريع للعملة الايرانية بدأت موسكو وطهران التفكير في خطة انقاذ للنظام السوري والاقتصاد الايراني تكون بغداد اداة غير مباشرة لها مما يجعل العراق والعراقيين يقعون ضحية جهل قادتهم بما يجري خلف كواليس السياسة العالمية ومصالحها . وتجلى ذلك في الزيارات الكثيرة التي قام بها مسؤولون امنيون ايرانيون بارزون الى العراق ودفع نوري المالكي لزيارة روسيا لايجاد صيغة جديدة من التعاون الامني والعسكري بين هذه الاطراف قد تمهد لانشاء حلف ثلاثي بين موسكو وطهران وبغداد تكون الاخيرة الخاسر الاكبر فيه . وسبقت زيارة المالكي الى موسكو زيارة غير معلنة قام بها قائد فيلق قدس الايراني قاسم سليماني الى اقليم كردستان العراق التقى خلالها جلال طالباني وكبار معاونيه اضافة الى لقائه رئيس حكومة إلاقليم نجيرفان بارزاني في محاولة لجس نبض هذه الاطراف ومدى استعدادها للتعاون مع طهران لانقاذ نظام الرئيس السوري بشار الاسد ولاسيما ان هذه الزيارة جاءت بعد زيارتين قام بهما سليماني الى كل من انقرة ودمشق. وتبع ذلك زيارة رسمية لوزير الدفاع الايراني احمد وحيدي الى بغداد ، فيما استمر توافد قادة أمنيين إيرانيين كبار على العراق وبيروت وانقرة . وترافق ذلك إعلان للسفير الايراني لدى بغداد حسن دانائي أن الرئيس الإيراني احمدي نجاد سيزور بغداد بعد عودة المالكي من موسكو . هذه الزيارت التي جرت في فترة قياسية قد تؤدي في نهاية المطاف الى تشكيل حلف ثلاثي بين موسكو وطهران وبغداد لانقاذ النظام السوري ولاسيما ان المالكي وقع على عقود تسليح في الكرملين بقيمة تصل الى اكثر من اربعة مليارات دولار تدفع موسكو وطهران باتجاه قيام العراق بتحويل هذه الاسلحة او جزء منها الى سوريا لمساعدة النظام الذي يواجه انتفاضة شعبية منذ اذار من العام الماضي اضافة الى دعم حزب الله اللبناني بجزء من هذه الاسلحة لاسباب يقف في مقدمتها ان المالكي يعتقد ان بقاء نظامه مرتبط ببقاء نظام بشار الاسد واستمرار تواجد حزب الله على الساحة اللبنانية ولا سيما ان طهران التي تعد الداعم الرئيسي للاسد وحزب الله بدأ اقتصادها بالانهيار تدريجياً بفعل العقوبات الدولية على صادرات النفط الايراني على خلفية برنامج طهران النووي ، كما ان اعتماد المالكي على واشنطن في تسليح العراق ومنهج سياسته الخارجية يخضعان لشروط اميركية ثقيلة ، فواشنطن حذرت بغداد اكثر من مرة من تعاظم النفوذ الايراني في العراق وهي تلزم بغداد بتفتيش الطائرات الايرانية المتجهة الى سوريا عبر الاجواء العراقية اضافة الى ان موقف الولايات المتحدة المعلن يشير بوضوح الى ضرورة اسقاط الاسد وتخلي طهران عن برنامجها النووي ونزع سلاح حزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة ارهابية وهو يعني في محصلة نهائية اسقاط كل حلفاء المالكي المدعم اميركياً ويعني ايضاً ان الولايات المتحدة التي جاءت بالمالكي ليحكم العراق بدأت تفكر بالتخلي عنه بعد ان اتجه الى خصمها التقليدي روسيا وان من الممكن ان تلجأ واشنطن الى استبدال المالكي في اقرب فرصة ممكنة بعد ان خرج عن طوعها وبدأ يشكل خطراً على سياساتها سواء داخل العراق او على المستوى الاقليمي فهو شخصية غير مرغوبة لدى الكثير من الكتل السياسية العراقية وبضمنها بعض حلفائه في التحالف الوطني كما ان المالكي وخلال سني حكمه التي جاوزت الستة اعوام لم يقدم شيء لشعبه لا على صعيد الامن المفقود ولا على صعيد الخدمات المتردية فيما انتشر الفساد ليعم اغلب مؤسسات الدولة وهو امر افقر العراقيين بشكل كبير . المالكي ايضاً يعد شخصية غير مرغوبة ايضاً لدى حلفاء اميركا في الخليج بالاضافة الى ان انقرة وهي عضو رئيسي في حلف شمال الاطلسي لاتحبذ وجوده على رأس السلطة في العراق . وفي ظل المصالح المتشابكة في منطقة ارتفع فيها قرع طبول الحرب قد يسقط العراق مرة اخرى ضحية لهذه المصالح بسبب سياسات اشخاص لايعرفون الى اين يذهبون ومع من يتحالفون ؟ ان الحقيقة الساطعة في عالم اليوم تفرض على الحكام مصالحة شعوبهم اولاً ومن ثم الذهاب الى مصالحة الاخرين خارج اسوار الاوطان فاذا كنت منبوذاً داخل بيتك فلا تتوقع ممن هم خارج بيتك ان يحبوك وان اظهروا لك ذلك فانهم حتماً يبغون مصالحهم لا مصالحك.