حياتنا - واشنطن تدين نفسها
حافظ البرغوثي
التقرير السنوي للخارجية الاميركية حول حقوق الانسان في الشرق الاوسط، كان يزخر هذا العام بانتهاكات حقوق الانسان والاقليات والنساء في الدول الحليفة للادارة الاميركية وللانظمة التي تدعمها واشنطن أو ما يسمى دول الربيع العربي. وفي تقديمه للتقرير نوه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى ان الشعارات التي رفعتها الثورات العربية هي عن الكرامة والحرية وليس لاسباب دينية وان ثورة مصر لم تقم لاسباب دينية. لكنه تجاهل كيف ان الاميركيين الداعمين لهذه الثورات اختاروا جماعة الاخوان المسلمين لتنصيبهم انظمة جديدة في دول الربيع ليس حباً في الاسلام بل لاستخدامهم ضد القوى الوطنية وضد القوى الاسلامية الجهادية التي تناصب واشنطن العداء، وبالتالي فإن واشنطن هي الداعم الاساس لانتهاك حقوق الانسان في الشرق الاوسط، يضاف الى ذلك دعمها لاسرائيل، فالتقرير تطرق الى الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان ايضا تجاه السكان الاصليين اصحاب الارض من ابناء شعبنا وتجاه الاقليات وتجاه المرأة وتجاه العمال الاجانب الافارقة، وكذلك تجاه شعبنا في غزة والضفة المحتلة، ومن المضحك ان تتنطع زيا اوزرا مساعدة وزير الخارجية الاميركي لنفي دعم بلادها للتيارات والانظمة الجديدة القامعة للحريات خاصة الدينية، وكلنا نعلم ان هذه القوى الظلامية مثلها مثل القوى الظالمة المخلوعة تعادي حقوق الانسان وتمارس القمع وكبت الحريات ومحاكمة العقل وفقا لجهلها ومفهومها الضيق للاديان.
فالسياسة الاميركية هي الراعي الاول والوحيد للقمع والاحتلال في المنطقة سابقا وحاليا ولاحقا ولعل اعترافها في تقريرها بهذه الانتهاكات من قوى وانظمة تقوم برعايتها هو ادانة للسياسة الاميركية فالمعارضة للظلاميين لا تتمثل في الفنان باسم يوسف كما تفهمه واشنطن بل في قوى ديمقراطية حقيقية، فهي رعت انتهاك حقوق الانسان سابقا وحاليا، وتتحمل مسؤولية مقتل مئات الآلاف من الضحايا في المنطقة العربية. ولعل اطالة امد الازمة السورية هو نتاج هذه السياسة الاميركية التي تحاول عبثا تحضير خليفة ظلامي للنظام الظالم، وليس لانقاذ الشعب السوري مثلما لم يكن هناك انقاذ للشعب العراقي أو المصري أو الليبي أو التونسي.