تحضيرات استقبال اوباما

 

بهاء رحال

 

الزمن يسير على عجل ويسابقونه فتعبد له الطرقات من جديد وتخلع (المطبات) التي اغتالت سياراتنا لسنوات بكل أحجامها العالية والمتوسطة والصغيرة حتى لا يهتز في سيارته، وتزال كل الأعشاب عن الأرصفة ويعاد طلاء الرصيف وممرات المشاة وخطوط الشارع بالأحمر والأبيض والأسود، ويعاد ترتيب المدينة من جديد بقص الأشجار وترتيبها وغسلها، ويزال مجسم خارطة فلسطين من ميدانه وسط المدينة ونضع مجسماً لحمامة السلام بدلاً منها قبل أن تثور نقمة الناس فيعيدوا الخارطة مكانها بصوت الحق، وتصدر التعليمات بإغلاق الشوارع والمحلات والفنادق احتراماً للضيف الذي سيمر بموكبه العريض ويجوب الشارع وصولاً الى ساحة المهد، تعلق الجداريات بالحجم الضخم على مداخل المدينة، صورة جمّلها الفوتوشوب لرئيس البيت الأبيض الذي ينظر إلينا من علو كأنه لا يرانا، لفيف واسع من الاهتمام بالزيارة والرافضين لها ينعتهم البعض بأصحاب الفكر القديم الذي مضى عهده وينتقدون خطوات الاحتجاج التي يقومون بها للتعبير عن رفضهم الحر ليس فقط للزيارة بل لكل مواقف الولايات المتحدة الأميركية التي دائماً تعطي الاحتلال الغطاء وتوفر لممارساته كل أدوات القتل من خلال الدعم المالي والعسكري والسياسي الدائم والمتواصل دون توقف، وفي المقابل تجلد الضحية التي هي نحن، ونحن لسنا ببعيدين عن ذلك الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة بمعارضتها لمشروع دولة فلسطين أثناء التصويت في الأمم المتحدة، وقد شاهدنا عمليات الضغط والابتزاز التي مارستها وتمارسها سواء كان الابتزاز سياسي أم اقتصادي علينا أو على من ينتصر لقضيتنا، فهذه هي الولايات المتحدة المنحازة للاحتلال والقادم رئيسها فارغ اليدين بلا مبادرات سياسية وبلا أي نتائج حتى انه لن يضع إكليلاً من الورد على ضريح الشهيد ياسر عرفات، فقط سيزورنا وهل تعتبر هذه الزيارة اعترافاً واقعياً من الولايات المتحدة بدولة فلسطين.