حياتنا - الكنيست الاميركي

 

حافظ البرغوثي

 

حتى قبل القاء خطابه امام الكنيست الاميركي قلنا في مقالة أمس انه لا طائل من احداث اي تغيير على الساحة الاميركية لانها اقطاعية للمتطرفين وان الكنيست الاسرائيلي أقل تطرفا من الكونغرس الاميركي. ودعونا للعمل على الجبهة الاسرائيلية اي على جبهة الاحزاب الاسرائيلية لاقناعها بعبثية الاستيطان وعلى جبهة الثورات العربية لانها الطوفان المنتظر الذي سيقنع الاسرائيليين بضرورة التوجه نحو السلام العادل.

ولعل نتنياهو في خطابه التصفيقي الصفيق يحتاج الى محلل نفسي للربط بين عباراته المفككة فهو يقول الكلمة ونقيضها في العبارة نفسها لانه كمن يخاطب اناسا منومين مغناطيسيا لا يعون ما يسمعون فحتى لو شتم جورج واشنطن لصفقوا له لانهم يعلمون مقدما ان مصير من يعارضه سيكون مثل مصير الناشطة اليهودية التي عارضته وانتهت على سرير المستشفى، ولو دعاهم لسحب الثقة بالرئيس اوباما وتنصيبه رئيسا لصفقوا له وخروا له مصفقين، فنتنياهو بائع الاثاث الذي عاش في الولايات المتحدة باع الكونغرس بضاعة «مسوسة» واشتروها منه دون مساومة، ولعل اي متابع لمشهد الكونغرس سيصاب بالتقيؤ لأن هؤلاء النواب والشيوخ فقدوا وقارهم وظهروا كما الرعاع حتى ان اكثر المتطرفين في الكنيست ما كان سيصفق بهذه الطريقة الحمقاء لكل كلمة نطقها نتنياهو. فالتصفيق المخزي والوقوف المعيب 31 مرة كأن في مؤخراتهم بواسير وخوازيق صهيونية هو ما يمكن عرضه على الامم المتحدة في سبتمبر المقبل حتى يبدي المجتمع الدولي رأيه في الاحتلال الاميركي للارض الفلسطينية ودعمه للاستيطان والقتل والتشريد.

علينا عرض شريط نتنياهو في ميدان التحرير وفي مسيرات اليمن وتونس وفي المدن السورية حتى لا تنخدع الثورات العربية بالموقف الاميركي المنافق وحتى نحول الثورات الى ورقة قوة عربية بعيدا عن المحاولات الاميركية لاحتوائها وتدجينها لصالح اسرائيل.

لن يضيرنا الانحياز الاعمى والتأييد العشوائي للاحتلال لأن نتنياهو كمن وضع الاميركيين بين خيارين.. اما هو أو اوباما وستبقى الكلمة الاخيرة في السلام والحرب فلسطينية وعلى الشعب الاسرائيلي ألا ينخدع بالتصفيق الاميركي المقزز لأنه هو من سيدفع من دمه ثمن شحنة التطرف والعداء الاميركي للشعب العربي ككل.

 

           

 

حافظ البرغوثي