سؤال عالماشي- طهران تقدح بصوان غزة

 

موفق مطر

 

هل ستقدح طهران شرارة الحرب المقبلة بالمنطقة. فهي اذا ما ارسلت سفينة أو اكثر الى غزة تحرسها بحرية الحرس الثوري الايراني فان الأوضاع الطائرة على غير هدى في المنطقة ستستقر ولكن على فوهة بركان الحرب المقبلة.

فطهران رغم معرفتها بواقع عش الدبابير الذي ستثيره على نفسها ان هي اشتبكت مع جبهة عسكرية لا تعلم حدودها، الا أن قادة طهران يعتقدون ان فرصتهم سانحة للتحرش بالقوى اللاعبة في المنطقة، وان تأخرهم عن الانطلاق والاقتحام يترك الكعكة كلها على مائدة «العثماني التركي السني». الذي يكون تمدده مقبولا عند معظم الجمهور البسيط في المنطقة، على عكس «الفارسي الشيعي» الذي بدا مخيفا مرعبا بخلفيته المذهبية، ناهيك عن الدكتاتورية التي جسدها نظام « ولاية الفقيه « بايران.

 

الحقيقة أننا نرى بعيوننا الواقع ومادياته بتفصيلاته وأجزائه، أما الذي تحب نفوسنا ان تراه فإننا نبلغ من العناء ما يجعلنا نستطيبه حتى ولو كان اقل من الصورة المثالية. الواقع الآن الذي نراه يبين لنا أن ايران تحاول الابقاء على نصف دائرة الصراع التي احتلتها عندما تبرعت قيادة حماس بتسليمها مفتاح قاعدة « غزة « قبل الحراك البحري التركي الأردوغاني، فطهران التي أمنت قاعدتها في جنوب لبنان بسيطرة مطلقة لحليف طبيعي ( حزب الله ) تخشى من خسران قاعدة -( حماس ) - التي دفعت مئات الملايين لتهيئتها في غزة، فطهران لن تقبل أن تصب طبختها التي أنضجتها على نار «الرصاص المصبوب» في صدر العثماني التركي لينزل في بطن الأتراك هنيئا مريئا، وعليه فانها تدخل على مبدأ أنا أو لا أحد فتخرب على الجميع حساباتهم وعلى رأسهم تركيا الأردوغانية، او تدخل بعنجهية: «يا لعوبة يا خاروبة» باعتبارها لاعباً لايجوز تجاهله في المنطقة. وان كنا نعتقد أن طهران تحسب ان قيادة حماس خدعتها، فحماس مستعدة لتسليم مفاتيح غزة للأفندم التركي في الباب العالي، فهو مقبول، ذلك ان علاقتها المنفتحة جدا جدا على طهران تسببت باشكالات مع الجماعات السلفية التي تعتمد عليها كثيرا في جمع التبرعات. فهذه الجماعات تعتبر طهران خصما مذهبيا لايجوز لحماس وضع كل بيضها في سلته.

 

ستدخل طهران على الخط تحت يافطة كسر الحصار، ستدخل لتحرق اشرعة حماس بعد ان ثبت لديها أن قيادة حماس خدعتها.

 

ستقدح طهران شرارة الحرب في المنطقة وفي اعتقاد احمدي نجاد ان قواته مستعدة لها، فيما الذين فرضوا عليها العقوبات في مجلس الأمن فانهم اما مازالوا غير مستعدين أو يخشون الدخول في حرب اضافية الى جانب العراق وأفغانستان، فيطبق القاعدة الشهيرة: «الهجوم خير وسيلة للدفاع».

لم تأخذ اسرائيل في الاعتبار علم حليفتها الاستراتيجية وصديقتها الاسلامية الأعز في المنطقة، فهاجمت سفينة مرمرة وقتل جنود الكوماندوس تسعة وجرحوا العشرات وحتى الآن ترفض الاعتذار، فكيف سيكون الأمر مع سفينة ايرانية محروسة بزوارق بحرية مسلحة للحرس الثوري، او بمواجهة نارية على ظهر السفينة تؤدي الى كارثة سيكون ضحاياها بمثابة «المقدح» لشرارة الحرب.

 

تفكر طهران بمعاقبة حماس، أو بالحصول على حصتها في القاعدة الجنوبية ( غزة )، وربما لتفرض واقعا يصعب تنفيذ العقوبات الأممية عليها. لكن على ساستها وقادتها الجامحين المندفعين بطاقة الوقود النووي أن يعلموا ان ابناء شعبنا الفلسطيني بغزة سيكونون وحدهم الخاسرين من معارك المزاد العلني للقوى الاقليمية الذي افتتحته حماس على حساب مستقبل القضية الفلسطينية ومليون وخمسمئة الف فلسطيني في قطاع غزة؟!. وأنهم سيكونون شركاء في صناعة الموت والمآسي والمعاناة لشعبنا.