محمد كعوش
رائحة البارود !!
2011-11-15
ما اشبه الليلة بالبارحة, فالتاريخ يعيد نفسه, فنحن نعيش الآن اجواء الحرب على العراق, لكن الهدف مزدوج الآن. وأعني سورية وإيران...
قد يكون هذا الكلام افتراضياً, ولكن اعتقد أن اسرائيل اخترقت الجدار النفساني لتوجيه ضربة استباقية وقائية للمفاعلات النووية الايرانية, وقد تكون قد قطعت نصف الطريق لتوجيه هذه الضربة في ظل تصريحات تحريضية امريكية - اوروبية صاحبت سحب القوات الأمريكية من العراق...
وبالنسبة لما يتعلق بالملف السوري فنحن نعيش الاجواء ذاتها ليلة غزو العراق, فالدول العربية, أو بعضها, يمهد بقراراته التصعيدية لتدويل الازمة وتسليم الملف للتحالف الأمريكي - الاوروبي, وهو ما يكشف ان قراراً قد اتخذ بشأن تغيير النظام في سورية, واعتقد انه قرار قديم اتخذ في عهد الرئيس بوش بعد احتلال العراق ضمن خطة مشروع الشرق الاوسط الجديد, ولكن المقاومة العراقية أحبطت الخطة الأمريكية في ذلك الوقت...
يبدو للمتابع أن السيناريو المعد لسورية يشبه الى حد بعيد السيناريو الذي طبق في العراق, الا أن الحلف الأمريكي - الاوروبي غير قادر على تنفيذ غزو عسكري على الارض, بسبب الحرب في افغانستان والعراق التي ارهقت دول التحالف المذكور مالياً خصوصاً ان الولايات المتحدة ومعها اوروبا تواجه ازمة مالية وركوداً اقتصادياً...
واذا كانت المعارضة العراقية قد نمت وترعرت في الحضن الأمريكي وعادت الى العراق على ظهور دبابات جيوش الاحتلال, فإن المعارضة السورية في الخارج نمت وترعرعت في الحضن ذاته اضافة الى الحضن التركي, حيث ترى تركيا أن الفرصة قد لاحت لتكرار التجربة الاردوغانية, في اقامة حكم اسلامي في دمشق...
هنا اريد أن اكرر بأن هذه التوقعات افتراضية غير مدعمة بمعلومات بقدر ما هي توقعات في ظل اجواء مشبعة برائحة البارود, ومسندة بتصريحات اوروبية متتابعة تكشف عن نوايا وربما عن خطط اصبحت قيد التنفيذ, خصوصاً بعد قرارات جامعة الدول العربية التي تشكل مظلة للتدخل الاجنبي وتمنحه شرعية عربية...
ولكن بعدما تابعت المؤتمر الصحافي لوزير الخارجية السورية وليد المعلم أدركت ان سورية تتجه نحو التهدئة الآن لاحتواء تداعيات قرارات الجامعة العربية, ولكن الأمر يحتاج من دمشق الى ما هو أكثر من الدبلوماسية الهادئة واعني قرارات صعبة وحاسمة وفورية لانتزاع فتيل الانفجار الكبير لأن المسرح في المنطقة قد اعد لأسوأ الاحتمالات.
Kawash.m@gmail.com