|
أمل
الشرقي-
العراق |
21/4/2009
معروف ان الصحافة
الامريكية,
رغم مساحة
الحرية الواسعة التي تتمتع
بها, تظل
صحافة موجهة تحركها
الميول السياسية والجهات الاستخبارية
والمصالح
الخاصة, ويظهر ذلك
جليا في
الهبات المنسقة التي تأتي
متجانسة متزامنة بشأن موضوع
ما يبدأ
باثارة الرأي العام
وينتهي بشن الحرب
او الخروج
بقرار ادانة دولي,
ولعل ابرز
تلك الشواهد
حملات الترويج لحيازة اسلحة الدمار
الشامل في العراق
وارتكاب الابادة الجماعية في دارفور
وهما ادعاءات
كذبت حقائق
الارض الاول منهما
وتراجعت المحكمة الجنائية الدولية عن الثاني.
ومعروف ايضا ان
كل رئيس
امريكي يسمي, قبل
الترشح للمنصب, رئيسا لحملته
الانتخابية,
ويتولى ذلك الرئيس
وفريقه التعاقد والتنسيق مع طيف
واسع من
المؤسسات
الدعائية
التي يسمونها
هناك مؤسسات
العلاقات
العامة والتي تتولى,
اولا, رسم
الصورة الاكثر قبولا للمرشح
ثم تعميم
تلك الصورة
على مختلف
الساحات ابتداء من دور
اللهو وانتهاء باروقة الامم المتحدة.
واذا ما كتب
لذلك المرشح
الاستقرار
في كرسي
الرئاسة في المكتب
البيضاوي,
فان ذلك
الطاقم يتحول الى
مؤسسة رسمية بتسميات
رسمية تديم الحملة
وترسخ ابعادها.
ما نشهده منذ بداية
ترشيح الرئيس الامريكي باراك اوباما
ولحد الان
هو تضخيم
فائق لهاتين
الحقيقتين
اتخذ شكل
الحملة السوبر التي تصور
اوباما بالمنقذ والمغير الذي سيقلب
احوال امريكا والعالم وكل الاحوال
من هذه
الحال المتردية الى احسن
حال.
في سياق هذه الحملة
السوبر ضجت الصحافة
المكتوبة
والمسموعة
والمرئية
بالحديث عن رؤية
اوباما, و تغيير اوباما,
و جديد اوباما. وعدت اوساط
المال الخاسرة باصلاحات اوباما, وبشرت شعوب
افريقيا الجائعة بعدالة اوباما, واملت مسلمي
العالم بتفهم اوباما,
ولمحت للفلسطينيين
والعرب, بحيادية اوباما, ولوحت لكوبا
ودول امريكا
اللاتينية
بتعاطف اوباما, بل انها
وسعت دائرتها
فسعت الى
استمالة قلوب النساء
بالحديث عن اناقة
مسز اوباما,
ومخاطبة المراهقين
برياضية اوباما واخيرا جاء الدور
على كلب
اوباما الذي لم
تمتنع حتى صحفنا
وفضائياتنا
العربية الرصينة من السير
في زفة
تبختره في حدائق
البيت الابيض.
نحن الان امام عملية
سوبر لصناعة
اسطورة سوبر. اذا
كان من
حق الامريكيين
المصدومين
بانهيارهم
الاقتصادي,
الخائفين
من البطالة
والافلاس,
المروعين
بحجم الكراهية
التي يحملها
لهم العالم
ان يتعلقوا
باوهام الاساطير التي تؤملهم
بالخروج من المحنة,
فان بقية
شعوب العالم,
ونحن منهم,
مطالبة بالتروي والتمحيص قبل الاندفاع
الى الاغراق
في التفاؤل.
فالامر, مع كل الاحترام لشجاعة اوباما وموضوعيته,
لا يعدو
ان يكون
اسطورة.0