م يحن وقت التغيير! * حلمي الأسمر

 

 

رائحة "بزنس الإرهاب" تفوح من قصة محاولة النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب تفجير طائرة أمريكية في ديترويت يوم عيد الميلاد،.دراسة ومراجعة خط سير الحكاية ، يوحي أن هناك فبركة ما في سنياريو التفجير ، بحيث لا يطمئن المرء الى أن الحدث بمجمله كان حقيقيا ، أنا لست محققا جنائيا ، ولا أمتلك أي معلومات خاصة سوى ما نُشر ، ولكنني أشعر أن القصة مصنوعة ولكن بغير اتقان و"مهنية" وقد ظللت مترددا في البوح بهذه المشاعر إلى أن قرأت ما نشره موقع على الإنترنت يَدعى أنه للقاعدة في جزيرة العرب ، ويتبنى العملية باعتبارها إحدى "منجزات" التنظيم ، الذي توعد الأمريكيين بالذبح ، ردا على "عدوانهم على اليمن" ويعد هذا البيان دليلا كافيا لصُناع الحدث كي يلصقوه بالقاعدة وبالإرهاب ، وبالإسلام طبعا ، وبهذا تنجح منظومة استثمار الخوف أو التخويف من الإرهاب ، في استعادة مكانتها العليا في مجمل سياسات الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بهذا الشأن ، لإعادة الأمور إلى المربع الأول ، الذي وقفت فيه عقب تفجيرات 11 ايلول ، وبالتالي تمرير كل ما يريدون تحت هذا الستار ، مستثمرين جو الرعب والتخويف الذي صنعوه ، بعد أن خسروا مكانتهم تلك ، عقب تراجع العمليات التي يسمونها "إرهابية"،.بزنس الإرهاب ، منظمة معقدة لها أذرع عاملة في الأجهزة المختلفة ، وفي القطاع الخاص ، يستثمرون فيها أموالا طائلة ، فضلا عن القدرة على تمرير كل ما يريدون من سياسات ، ترعب وترهب صاحب القرار في واشنطن ، الذي حمل شعار التغيير ، كي تقول له: أن الوقت لم يحن للتغيير ، وأن الإرهاب لم يزل في قمة العنفوان ، ولا يستطيع أحد أن "يلوي أذنه" أمام تهديد كهذا ، يستحيل إثبات افتعاله وصناعته ، خاصة بعد أن اعترف صاحب الشأن (القاعدة) بمسؤوليته دون أن يدري أحد عن مدى صدقية البيان الصادر عن التنظيم ، ولا عن مدى صحة انتساب الموقع الذي نشر البيان إلى القاعدة،.نقاط ضعف كثيرة شابت قصة النيجيري الذي سارع للاعتراف بانتسابه للقاعدة ، وفجأة أبدت عائلته كل تعاون في تثبيت التهمة على الولد اليافع ، البالغ عمره فقط 23 سنة،.من يثبت مثلا أن "المتفجرات" التي كان يحملها عمر ليست أكثر من "لعبة فتيش" من تلك المفرقعات السخيفة التي تستعمل في أعياد الميلاد ، أو يستعملها الصبية للتسلية؟ لقد راجعت معظم ما نشر عن الحادثة ، وكلما قرأت أكثر ازددت قناعة ان ثمة قوى خفية تلعب بمصائر الشعوب ، وتبتز عواطفهم ، وتحقق ثراء فاحشا ، وسلطة ونفوذا لدى أصحاب القرار ، توقف أي تغيير أو انفراج في العلاقات الإنسانية ، مستثمرة فوبيا الإرهاب ، والتأكيد على ربط هذا الوباء بالإسلام تحديدا ، كي يبقى المسلم مطاردا في هذا العالم ، حيثما حل،.

 

التاريخ : 30-12-2009